قال السفير التركى بالقاهرة "حسين عونى بوطصالى"، إن مصر أصبحت الآن مصدراً لإنقاذ للعالم بعد ثورة 25 يناير، وأن شعب مصر أظهر للدنيا كيف أن الأمة تستطيع أن تصحو، واصفاً ما حدث فى مصر بالظاهرة الكونية، قائلاً خلال الندوة التى أقامها المركز القومى للترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة أمس الأحد : كل البلاد متساوية بالنسبة لنا، لكن مصر أكثر تساويا كما يقولون.
وتابع بوطصالى: ثورتكم لا تزال فى بدايتها، ويجب أن تستمر، والنتيجة النهائية لها، سوف تتحدد إذا استمرت الثورة فى إطار ديموقراطى، وإذا التزمتم بالمعايير الدولية، وأعتقد أن مصر سوف تكون النموذج الذى يحتذى فى نصف الكرة الشمالى والجنوبى، وفى الحقيقة أقول أن هذه الثورة تشبه الثورة الفرنسية والمهم أن تطبقوا المبادئى الديموقراطية.
ولفت بوطصالى إلى خطورة الإقصاء والاستبعاد الذى يحدث فى المجتمع المصرى الآن، قائلا: وكأعضاء فى المجتمع المصرى يجب أن نقنع بعضنا البعض بآرائنا، ولا يجب أن تتصور أى جهة أنها تستطيع أن تحتكر السلطة فى مصر، فهذه مرحلة تاريخية، ومصر تتحلى بالتنوع، وعلينا أن نكون فخورين، بأنفسنا، وأن نتحمل التضحيات، والصبر.
وقال السفير التركى: نحن الأقتصاد السادس فى أوروبا ، وأحد الأسباب السياسية من منعنا للانضمام للاتحاد الأوروبى ليس أننا مسلمون، لكن أننا سنكون من أكبر القوى الاقتصادية فى أوروبا إذا انضممنا لهم، ومصر هى أهم دولة فى هذا الجزء من العالم، ولا يجب أن تكون مصر منقسمة، الجميع ينظر لمصر، وعينه عليها، من لندن لواشنطن، للجزائر، لطهران، سواء كانوا أصدقاء، أو غير أصدقاء، وأنا أعتقد أن مصر ستتمكن من أن تحقق النصر، وسيرفع المصريون صوتهم، وفى نهاية الأمر سيستطيعون التعبير عن أنفسهم.
وأكد السفير التركى على دعم مصر قائلا: مستعدون لتقديم كل الدعم لكم، وفى مجال العلم والسياسي، ونحن منفتحون تماما على مصر، وأود بكل تواضع أن أدعوكم لتدعو العلماء والأكاديمين، للمشاركة فى هذه المناقشات، فإن تركيا ومصر، هما عمودان أساسيان للتحديث والحداثة، والقيم الإنسانية، لأننا مصر وتركيا، هما عمودا التقدم، وهناك علاقة طيبة بين حضارة النيل وحضارة تركيا، وفى شهر نوفمبر 2010، سألنى شخص: مالذى سيحدث لمصر، قلت له : نهر النيل سوف يرتفع، وسوف يجعل مصر مرة أخرى تنهض، ولم أكن أتصور أنه بعد شهرين فقط من هذا التعليق أن نهر النيل سوف يرتفع ، وينقل مصر للقرن الواحد والعشرين، إن مصر وتركيا يتصافحان باليد، وكل منهما تمد يدها بالخير للأخرى لصالح البشرية، ونحن مستعدون للتعاون معكم باعتبارنا شركاء ذوى سيادة مستقلة.