قالت مجلة "التايم" الأمريكية إن الليبراليين والعلمانيين فى مصر والذى ساعدوا على إشعال وقيادة الثورة التى أطاحت بالرئيس مبارك وحكمه المستمر منذ 30 عاماً فى فبراير الماضى، يخشون الآن من أن تاتى بعض الحريات الجديدة التى أطلقتها الثورة بنتائج عكسية، فى ظل رغبة الإسلاميين فى السيطرة على البلاد وفرض إرادتهم على شعبها.
ورصدت الصحيفة تحول المشهد الدينى فى مصر من خلال تغير الخطاب داخل مسجد التوحيد بالقاهرة، وقالت إنه بعد أن كان إمام المسجد فى عصر مبارك يتحدث عن الأمور التى تفعلها الحكومة، أصبح الإمام الحالى وهو من المتشددين يدعو على الشيعة واليهود، ويسأل الله ووراءه المئات من المصلين أن ينتقم من الكفار ويرسل إليهم من يقطع رءوسهم.
غير أن الصحيفة رأت أنه إذا كان للثورة درساً غير مريح لليبراليين فى مصر والذين وصفتهم بالمتنافرين الذين تنقصهم الخبرة، فقد كان لها نفس الدرس مع الإسلاميين. فمع التنوع الذى أصبحت تتسم به حرية التعبير، فإن الجميع لن يكونوا على اتفاق. وضربت مثلاص على ذلك بجماعة الإخوان المسلمين التى تعد أكبر كتلة إسلامية فى البلاد، وأشارت إلى أنها بدأت تتفتت فى الأسابيع الأخيرة، فتركها عدد من أبرز السياسيين الشباب بها والذين انضموا إلى المظاهرات فى ميدان التحرير فى الشتاء الماضى، واتجهوا نحو تشكيل حزب خاص بهم وهو الحزب المصرى. كما تم فصل القيادى عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة بعد إعلانه ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية بالمخالفة لقرار الجماعة بعد طرح مرشح فى انتخابات الرئاسة والاكتفاء بالمنافسة على الانتخابات البرلمانية.
وتمضى الصحيفة قائلة: حتى السلفيين، فرغم قدرتهم على حشد المئات ضد من يتهمونه بالإساءة إلى الدين، لكنهم لم يلتفوا حتى الآن حول حزب أو أيدولوجية سياسية واحدة. ولفتت إلى أن هذا الانقسام بين السلفيين ظهر فى مدينة بنى سويف مؤخراً عندما تم تنظيم مؤتمر من جانب اثنين من السلفيين وأحد الكهنة للحديث عن التسامح الدينى، وقاله خلال الباحث الإسلامى السلفى كمال حبيب إن أزمة أى أقلية هى أزمة الأغلبية أيضا، حيث يجب على المسلمين طمأنة المسيحيين أنه بالرغم من صعود الإسلاميين منذ الثورة، فإن حقوقهم لن يداس عليها". وفى أثناء المؤتمر كان هناك احتجاج يقوم به مجموعة السلفيين خارج كنيسة فى جنوب المدينة، لكن حقيقة أن بعض أعضاء الجماعات السلفية مهتمون بالحوار هو أمر غير مسبوق قال عنه منظمو المؤتمر إنه لم يكن من الممكن تحقيقه قبل الثورة، نظراً لأن أغلب السلفيين كانوا معتقلين وأيضا لأن نظام مبارك لم يكن راغباً فى معالجة المشكلات الداخلية المعقدة.
وبالنسبة للمتفائلين سياسياً، فإن النقاش العلنى الجديد حول الإيدولوجية لا يثير الدهشة بشكل كبير، فالانتقال من الهوية إلى سياسات الإصلاح لا يحدث فى ليلة. لكن هذا الأمر سيتحقق بالتأكيد، وعندما يحدث ربما يجد بعض الإسلاميين أن لديهم شىء مشترك مع بعض العلمانيين.
أما عن الإخوان، فقد فضل بعضهم الانفصال الشعبوى مع أبو الفتوح، فى حين وقف آخرون خلف رئيس الحكومة عصام شرف. ومجموعة ثالثة لا تزال تنتظر وتراقب.
التايم: الليبراليون والعلمانيون يخشون من النتائج العكسية لحرية ما بعد الثورة
الإثنين، 04 يوليو 2011 01:58 م