مصر حبلت بالثورة وطال زمن الحمل حتى أذن الله، فلما وضعتها رفعت اسمها من قوائم الذل وسجلت بأحرف من نور فى قوائم العزة والكرامه والحرية من جديد، حاول الكثير أن ينال شرف أبوة الثورة ونسوا أن مصر ليست عاهرة، وأن رحمها الذى حمل هذا الجنين الطاهر لم يمسسه سوى طهر ونقاء الإخلاص، فخاب كل من ادعى أنه الأب الوحيد للثورة، ثم أتى أعداؤها ليدعوا أنهم ساهموا بشكل أو بآخر وهم كاذبون، وبعض الزنادقه الذين اتهموها بالسفاح وطالبوا بوئد الجنين كونه غير شرعى، وانتابت الجموع حيرة، وهم يرون الجريحة فى مخاضها الذى طال وعذابها الذى استمر سنين تتألم لمرأى أبنائها يتناحرون بعد أن تناسوا الأم والجنين.
يخطئ من يظن للحظه أن الأمور ستعود لسابق عهدها ولست دجالا أو ضارب ودع بقدر ما أستقرئ الأحداث فحين يأتى الطوفان لا تعود الأرض كما كانت قبله أبدا، وقد أتى الطوفان ليغسل ويطهر المجتمع من أدرانة وقد يطول الوقت حتى يتمكن هذا الطوفان من اقتلاع كل بؤر الفساد والإفساد التى ضربت بجذورها فى قاع الأمة، وأصبحت سمة من سمات تكوين المجتمع الذى رزح كثيرا تحت عار الذل والاستكانة والتسليم، لكن المؤكد والذى ترويه كتب التاريخ أن التغيير أصبحا واقع والإصلاح بدأت عجلته فى الدوران ولم يذكر التاريخ مرة أن العجلة قد عادت لتدور إلى الخلف أبدا.
الحراك الحادث الآن فى المجتمع هو حراك إيجابى بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فمن يتصور أن النقاش والجدال يعطل سير العملية الانتقالية واهم، نحن بحاجة للنقاش والجدال بحاجة لأن نقول ونتحدث ونطرح، بحاجة لأن ننسى عهد تكميم الأفواه، عهد الصوت الواحد والرأى الواحد، الوطن للجميع ويحق للجميع أن يقول ويتحدث ويطرح ويناقش ويعارض فى حدود الحرص على المصلحه العامه والاستعداد لتقبل الأخر أى كان حين يتبين صحة وجهة نظره، هذا إذا كنا جادين فى خوض عملية إصلاح حقيقية، وإذا كنا نأمل إلا يغرقنا طوفان الجهل والأنا.
أنا عن نفسى ومن وجهة نظر شخصية أرى أن المجلس العسكرى غير مؤهل لقيادة الوطن وهذا لا يعيبه فهو له مهام محددة لطالما أثبت إنه قادر على النجاح فيها، لكن ما يتعلق بقيادة دولة بحجم وتاريخ مصر فأنا أختلف مع من يدعون إلى استمرار المجلس العسكرى، نحن بحاجة لقيادة سياسية محنكة وحازمة ولديها حس وطنى وإيمان بعظمة وتاريخ مصر وقدرها، لا يعنينى هنا أى اسم المهم أن تتوافر فيه هذه الصفات مجتمعة، وأن يكون هو أو غيره على استعداد للتسليم بإرادة الشعب واحتمال النقد والرد عليه بموضوعية ودون التسفيه من عقولنا.
فى بعض المراحل التاريخية يتوقف الزمن ليسجل وبتفاصيل دقيقة دور كل أبن من أبناء الوطن ويحتفظ بسجلاته ليرويها للأجيال القادمة أما قدحا أو مدحا، ويقينى أن أبناء هذا الوطن يتطلعون إلى أن يسطر التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب فى سجلاته، أما من غفل عن هذا فقدره أن يغرقه الطوفان ليمحو ذكراه هذا إن كأن التاريخ به رحيما أو يلقيه فى مزبلتة ملوث الاسم خابى الذكر ملعون أينما ذكر، فأى الطريقين تفضل، فالأمر متروك للجميع كى يختار موقعه فى صفحات التاريخ المضيئة والساطعة بأفعال أصحابها أو الأخرى.
ثورة يناير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حمودة
ونسوا أن مصر ليست عاهرة
خف الكلام ده عيب والنقد يكون بأدب واحترام
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الشرقاوي
كلام فارغ
مينفعشي الاسلوب ده لوسمحت حسن اسلوبك الكلام للكاتب