علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على استقالة قيادات الجيش فى تركيا، ووصفتها بأنها لحظة استثنائية فى تاريخ البلاد الحديث، وقالت إنه قبل خمسين عاماً، عندما اشتبك رئيس حكومة شعبوى مع الجيش التركى، تقصد عدنان مندريس، انتهى به الأمر على حبل المشنقة، ولم يقدم له نجاحه ثلاث مرات فى الانتخابات أى عزاء. لكن هذه المرة، فإن الصراع الذى بلغ ذروته مع معظم قيادات العسكرية التركية دفعهم إلى تقديم استقالتهم فى وقت واحد، فى ظل شكوى قائد الجيش من فقدانه السلطات والضغوط السيئة التى تمارس عليه.
ورغم أن هذه الاستقالات أثارت مخاوف البعض من الزحف نحو الاستبداد الذى يخطط له رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان على حد قولهم، إلا أنه وعلى نطاق أوسع، منحت هذه الاستقالات من جانب أكبر أربعة قادة للجيش فى تركيا أردوغان وسيلة لإعادة تشكيل جيش خاضع للسيطرة المدنية وانتهاج سياسة خارجية أكثر جرأة بفعل الانتصار الحاسم لحزبه المحافظ والشعبوى فى يونيو الماضى والقيام بالتعديلات الدستورية التى يمكن أن تؤدى إلى تحول سياسى فى البلاد.
فالصراع الذى مثل أكبر خطر حقيقى على أردوغان، والذى تمثل فى جيش قوى قادر على العمل فوق القانون يبدو الآن وبطرق كثيرة أنه قد وصل إلى نهايته. ونقلت الصحيفة عن المحلل التركى جنكيز كاندار قوله إن الأيام التى كان فيها للجيش التركى كلمة عليا قد ولت، فهناك معادلة جديدة فى سياسة البلاد وأى شخص يعتمد على الجيش لكسب نقاط فى قضية سياسية الآن عليه أن ينسى هذا الأمر.
وكان القائد الأعلى فى تركيا الجنرال اسيك كوزنر قد تقدم مع قادة القوات البحرية والجيش والقوات الجوية باستقالتهم يوم الجمعة، احتجاجاً على اعتقال العشرات من الجنرالات كمشتبه بهم فى التحقيقات حول محاولة الانقلاب على أردوغان والتى يقول عنها منتقدوه أنها مسيسة.
نيويورك تايمز: تركيا تعيش لحظة استثنائية فى تاريخها المعاصر
الأحد، 31 يوليو 2011 12:32 م
رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود لبيب
بلاشك فإن هذه لحظة إستثنائية مثل تلك اللحظة التي مرت بها مصر في 15 مايو 1971
عدد الردود 0
بواسطة:
وظائف العرب لكل العرب
وظائف العرب لكل العرب