أبدى عدد من الأكاديميين رفضهم لما أسموه المؤامرة التى يتعرض لها سكان معسكر أشرف بالعراق، الذى يضم معارضى النظام الإيرانى، وطالبوا بإجراء تحقيق شامل ومستقل وشفاف حول الجريمة ضد الإنسانية التى ارتكبت فى أشرف يوم 8 أبريل، وتركت وراءها 36 قتيلا و350 مصابا بجروح أغلبها برصاصات حية.
وعقد فى القاهرة أمس مؤتمر «الثورات العربية وحقوق الإنسان»، بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية والحقوقية والإعلامية ونشطاء فى مجال حقوق الإنسان، الذين أبدوا تأييدهم الكامل للقرار الصادر من المحكمة الإسبانية التى استدعت نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى وعدد من مرتكبى المجزرة التى تعرض لها سكان المعسكر للمثول أمام المحكمة.
عاطف لبيب النجمى مدير رابطة الدفاع العربى الذى ترأس المؤتمر، تحدث عن الثورات العربية، وقال "عندما ننظر إلى إيران نرى بأن الشعب الإيرانى يعيش تحت اضطهاد نظام ظالم يمارس أبشع القمع ضدهم، وعلينا أن نستفيد من تجربة الثورة الإيرانية. قبل 33 سنة قامت القوى الثورية والتقدمية الإيرانية بما فيهم منظمة مجاهدى خلق الإيرانية - متكاتفاً مع الشعب - بإسقاط ديكتاتورية الشاه عن طريق ثورتهم، ولكن بعد أيام قليلة سرق الملالى الذين لم يلعبوا دوراً فى الثورة سرقوا قيادتها"، وأضاف النجمى "منذ عام 2009 حصلت شرارة انتفاضة واسعة باستغلال الفجوات الموجودة بين الأجنحة المختلفة للنظام خلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية وفى عاشوراء نفس العام وصلت إلى ذروتها ومستمرة حتى يومنا هذا، ورغم ممارسة النظام أبشع الأعمال القعمية، استدرجت هذه الانتفاضات النظام الإيرانى إلى حيث إنه على وشك السقوط وأوصله إلى حافة الانهيار وفى هذه النقطة النظام الإيرانى وللهروب من الإسقاط عزم على معارضة الديمقراطى عبر أياديه فى العراق، وشن هجوماً على مخيم أشرف معقل مجاهدى خلق الإيرانية المعارضة العمود الفقرى للمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، والذى يسكن فيه 3400 من معارضى هذا النظام وهم عزل".
وشهد المؤتمر عرضا لفيلم عن جرائم القوات العراقية ضد سكان أشرف حيث أثار الفلم استنكار الحضور، ثم تحدث رئيس الجبهة الوطنية العراقية عن علاقة الشعب العراقى مع مجاهدى خلق والأشرفيين وتأييداتهم عن وجود هؤلاء فى العراق.
وقال إن علاقة الشعب العراقى مع منظمة مجاهدى خلق الإيرانية المعارضة هى علاقة مودة وقبول واحترام ورؤية سياسية إستراتيجية متقاربة أن لم تكن موحدة فيما يتعلق بمستقبل المنطقة، ويؤكد غالبية الشعب العراقى على أهمية الشراكة مع منظمة مجاهدى خلق الإيرانية المعارضة سكان مخيم أشرف فى مواجهة التطرف وروح العنف والاستبداد وفى هذه الشراكة حفاظا على هوية العراق التاريخية.
الدكتور سعد الدين ابراهيم رئيس مركز ابن خلدون، تحدث عن آخر التطورات حول أشرف ومن ضمنها موقف الأمين العام للأمم المتحدة الذى دعا إلى إجراء تحقيق شامل حول الحادث أى المجزرة بحق سكان أشرف العزل، ولكن الحكومة العراقية عارضت إجراء تحقيق مستقل وشامل حول هذه المجزرة متحدية بذلك دعوات المجتمع الدولى، موضحا "أن السيدة مريم رجوى رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية «وضمن إعلانها قبول جميع ملاحظات الأمين العام للأمم المتحدة من قبل سكان أشرف أكدت: إن الشرط الأساسى للنجاح يمكن فى تحمل الولايات المتحدة مسئولياتها".
وفى نهاية المؤتمر صدر بيان جاء فيه أنه "انطلاقا من مسئوليتنا الإنسانية، نحن الموقعون على هذا البيان من قادة نقابلة المحامين المصريين وكذا البرلمانيون السابقون، واللذين اضطلعنا برسالة نراها سامية فى الحصول على توقيعات السادة المحامين الموقعين على بيان الدعم للحل الأوربى المقدم لحسم مشكلة مخيم أشرف وعددهم يزيد على ثلاثة آلاف وستمائة محام وعدد من البرلمانيين المصريين، لنؤكد استمرار دعمنا ومناصرتنا للقضية الإنسانية العادلة لسكان الخميم المحميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة ونحمل الإدارة الأمريكية وكذا الحكومة العراقية كامل المسئولية".
وأدان البيان القتل والحصار وكافة الاجراءات القمعية الممارسة ضد سكان أشرف، معلنيين عن تضامنهم مع الأهداف المشروعة لتجمع الإيرانيين الحاشد فى باريس، بالإضافة إلى دعم حكم المحكمة الإسبانية القاضى باستدعاء منفذى ومخططى مجزرة فى أشرف وندعم الدعوات الموجهة الى المجتمع الدولى لإجراء تحقيقات شاملة وشفافة ومستقلة حول الجريمة ضد الإنسانية التى ارتكبت فى أشرف وندعم بقوة المقترح الأوروبى لإعادة توطين سكان أشرف فى البلدان الأخرى لغرض إنهاء مشكلة مخيم أشرف، وأن تكون السلطة العراقية جادة فى الحصول على حل، فلابد من تلبية هذه المطالب الأساسية التى تنسجم مع حقوق هؤلاء السكان حسب القوانين الدولية واتفاقية جنيف.
مؤتمر بالقاهرة يطالب بالتحقيق مع الحكومة العراقية لانتهاكاتها ضد المعارضة الإيرانية
الأحد، 31 يوليو 2011 06:13 م