محمد فهيم

لا تسقطوا إسرائيل من حسابات الفتنة

الأحد، 31 يوليو 2011 10:14 م


لم تسكت إسرائيل ولن تسكت يوما ما على حالة واحدة من حالات النجاح والتفرد لمصرى أو عربى، وكان ردها جاهزا ومعد سلفا بقتل كل من سولت له نفسه من علمائنا أن يبرز ويصعد للنور، والأمثلة كثيرة، منها العالم الكبير د. مصطفى مشرفة الذى كان فى إنجلترا مدرسة فى علم الرياضيات، وكان يحاضر لأنشتاين صاحب " النسبية"، ولا ننسى العالمة المصرية سميرة موسى، ولا العالم الكبير سعيد بدير، وغيرهم من الذين قتلتهم إسرائيل وقضت على آمالنا فى أن يكون لنا فى العلم الحديث باعا وصيتا.

وكانت مبررات العدو الجاثم فوق صدورنا مقبولة ومبررة عند أوروبا وأمريكا وتدميرها للمفاعل النووى العراقى خير شاهد ودليل، وليتها اكتفت بذلك ولكن كان عقاب العراق كبيرا على تحديه للدولة الصهيونية، فوضعت خطتها الشيطانية مع حليفتها الولايات المتحدة وجرت العراق لحرب مع إيران ثم احتلال الكويت حتى انتهت اسطورة كان اسمها دولة العراق الفتية.

واليوم هل يمكن أن تتركنا إسرائيل كى ننفض غبار الماضى ونغتسل من وحل السنوات الماضية ونرقى رقى الأمم ونصنع دولة حرية وعدالة وديمقراطية، وهى التى طالما تغنت بأنها الوحيدة فى المنطقة التى تنتخب برلمانا حرا وحكومة يقبلها ويرفضها الشعب بإرادته، فكيف تتركنا نكسر القاعدة ونحقق ما تتفرد هى به وهى تعلم أن مكمن الخطر من مصر ولا ترى مصرع شعبها ولا نهايتها إلا على أيدى أبناء الكنانة فكيف تتركنا نملأ جعبتنا بالسهام.

وحروبها على مصر ومحاولات التجويع وفرض الحصار فى حوض النيل الدليل فها هى تضرب أذرع أخطبوطها فى إثيوبيا وأوغندا وتنزانيا وكينيا وجنوب السودان، تمنيهم بالمشروعات والعطاء كى تقلم أظافر مصر وتضع أمام نهضتنا العراقيل وتشغلنا بقضايا المياه وتهددنا بالسد العالى، حتى نظل محلك سر ولا نتخذ خطوة للأمام أونتحرك معتادا مارش.

واليوم أنا أعتقد بأن إسرائيل هى الفاعل الحقيقى والمحرك الأساسى لما يحدث فى مصر بعد الثورة من أحداث للفتنة غير المبررة التى وقعت بين المسلمين والمسيحيين، وهى التى تقف خلف أعمال الشغب والإخلال بالأمن والنظام فى الشارع وهى التى زرعت محاولات الوقيعة بين ذراعى الأمة الجيش العظيم الذى حمى الثورة والشعب الأعظم الذى قام بها.

أما تفجيرات خط الغاز المتتالية فى سيناء والإعتداء على قسم شرطة العريش ثان وحالة الهياج التى يعيشها البدو فى سيناء كل ذلك ما هو إلا نتاج لأعمال الموساد الإسرائيلة وأصابعه الخفية المتغلغلة فى كل شبر من أرض سيناء ومصر.

والحل هو أن ننفض عن شوارعنا حالة حب النفس التى شاعت والأنانية التى عمت ونقضى على أسباب الخلاف والاختلاف بيننا وننهى الرغبة المتوحشة لدى الجميع فى أن يجنى ثمار الثورة ويأخذ نصيبه من التركة، ونفكر فقط فى هذه الأرض الطيبة التى ندوسها فتحملنا فوق رأسها ونبذر فيها الحب فلا تبخل علينا بثمارها فليكن اعمارها هو هدفنا والقضاء على الفتنة ومثيريها هو غايتنا.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة