طالب الشيخ راشد الغنوشى، زعيم حزب النهضة الإسلامى التونسى، بضرورة التحرر من سياسة الإقصاء واستخدام الفزاعة الإسلامية للتخويف، معتبرا أن استخدام هذا يضر بالثورتين المصرية والتونسية معا، ويعد عودة للخلف وإحياء سياسة المخلوعين "مبارك وزين العابدين".
وأكد الغنوشى للإعلامية لميس الحديدى ببرنامج "هنا العاصمة" عبر قناة سى بى سى، فى أول حوار له لقناة مصرية، أن الإسلاميين ليسوا دعاة حرب وليسوا دعاة خلافة، ويريدون تطبيق الدولة الوطنية الديمقراطية التى تحتكم للشعب وصندوق الانتخاب والضامنة لحقوق الأقليات أيا كانوا بالاستناد للدستور والقانون.
وأضاف الغنوشى الذى شارك فى جمعة الإرادة الشعبية والوحدة بميدان التحرير، ووصف ميدان التحرير برمز الحرية والكرامة وللثورة على الطغاة والجبارين، وقال إنه زار الميدان ليتشرب من روح هذه الثورة العظيمة، والشد على يد شباب مصر العظيم الذى فجر هذه الثورة، قائلا لشباب مصر: "أنتم فى بداية الثورة، واصلوا ثورتكم حتى تحقق هذه الثورة أهدافها، فى مسح وتطهير هذه الأرض الطيبة من كل المفسدين والظلمة والطغاة".
وأكد الغنوشى أنه لن يترشح لأى انتخابات ولن يترشح لأى منصب سياسى، رغم المطالبات بتولية الرئاسة أو المشاركة فى الحكومة الانتقالية فى تونس، وأنه يدفع بالشباب ليقيم الدولة الجديدة والنهضة التى يستحقها والتى ضحى من أحلها بدمه، مضيفا أن هناك من يريد تأخير الانتخابات فى تونس ومصر مدفوعين بمصالح خاصة ورغبات استمرار الانفلات وتأخير الديمقراطية.
وذكر الغنوسى أن شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذى خرج من الثورة التونيسية وتبعته المصرية لا يعنى إسقاط الدولة ولا هدم مؤسساتها، مشددا أن الإسلاميين أحرص الناس على بقاء الدولة ومؤسساتها، لأن انهيار الدولة يعنى انهيار الأمن واختلاط الأوراق وضياع الحصانات والكيانات الجادة.
وأوضح الغنوشى أن الدولة الإسلامية قائمة فى مصر وتونس ولا حاجة للحديث عن إقامتها أو الخوف ممن يدعون لها وبنص الدستور والقانون، ولكن قد تختلف الأولويات وطريقة التطبيق، مشيرا إلى أن محاولة إسقاط الدولة الكهنوتية على الدولة الإسلامية لا مكان له فى الإسلام، قائلا: "الدولة الدينية لن يعطيها الشعب الشرعية، ولكن الشرعية للدولة الديمقراطية التى تستمد شرعيتها الحقيقية من صناديق الانتخاب"، مشددا على أن الأولوية الآن لإقامة الدولة الديمقراطية وتشغيل الشباب القضاء على البطالة وإعادة عجلة الإنتاج وليس الحديث عن تطبيق الحدود ولا فرض الحجاب ولا الحديث عن الولايات للمرأة والقبطى فمن حق الجميع الترشح لأى منصب دون تفرقة ولا تمييز، معتبرا أنه لا يوجد ناطق باسم الألوية فى الإسلام والمجتمع المسلم هو المجتمع الذى يطبق صحيح الإسلام وليس للبحث عن كيفية عقاب الناس، بل كيفية توفير الحياة الكريمة للبشر وحفظ كرامتهم وحقوقهم.
وأضاف الغنوشى الذى تم إخراجه من مصر فى 1989 عنوة عن طريق أمن الدولة ومنعه من دخول مصر بقرار من النظام السابق، أن استضافة السعودية للرئيس المخلوع زين العابدين بن على يعتبر إيواء لمجرم عليه أحكام ،مطالبا النظام السعودى بالتخلى، وإبعاد زين العابدين وعدم التستر عليه بعد الأحكام التى تم الحكم بها ضده حتى قبل أن تصل المحاكمات إلى جرائم الدم وقتل المتظاهرين والتعذيب.
واتهم الغنوشى الذى حُكم عليه بثلاث مرات مؤبد، وخرج بعدها إلى لندن وعاد فى يناير الماضى بعد نجاح "ثورة الياسمين"، اتهم النظم العربية بالتنسيق فى كيفية مواجهة المعارضة والتخوين والاتهامات بالعمالة والتخويف من الإسلاميين، معترفا أنه كانت له علاقة جيدة بالرئيس الليبى معر القذافى والجزائرى عبد العزيز بوتفليقة وغيرهم من جيران تونس، وأنه اتصل بسيف الإسلام القذافى ليقنعه بتغيير موقف والده من الثورة التونيسية عقب خلع زين العابدين، معتبرا أن الثورة الآن أقوى من أى حاكم، والشعب الآن يمتلك سيادته ولم يعد يخشى الحاكم وهو ما يضمن أن لا إسلامى ولا ليبرالى يستطيع أن يعود للديكتاتورية، مشددا على أن الشعب الآن هو الذى ينصب ويخلع من يريد ولا حصانة لنظام إلا بالشعب وبصندوق الانتخاب النزيه البعيد عن التزوير فى ظل ممارسة الشعب سيادته.
وطالب الغنوشى القلقون من العلمانيين والليبراليين واليساريين من الإسلاميين أن يعبروا عن قلقهم هذا عبر صناديق الانتخاب وليس عن طريق الإقصاء والتخوين أو التفزيع، قائلا: "انتهينا من تزييف الانتخابات وتزوير إرادة الشعب وصندوق الانتخاب هو الفيصل، ولكل أن يعبر عن آرائه واتجاهاته بمن فيهم الإسلاميين وغيرهم".
واعتبر الغنوشى أن المواطنة هى الإطار الشامل الذى يجمع المسلمين والأقباط فى مصر ولا يجب التركيز على الشعارات والمختلف بين الاتجاهات السياسية، محذرا من التقسيم بين علمانيين وإسلاميين ويساريين، قائلا: "الثورتين المصرية والتونيسية فى خطر من محاولات الحزب المنحل فى البلدين وأصحاب المصالح الخاصة والمستفيدين من الظلم الالتفاف على الثورة والإجهاز على أهدافها ومطالبها، والتقسيم الآن يجب أن يكون الثورة فى مواجهة قوة الردة والتراجع".
وذكر الغنوشى أن الغرب عجز عن حماية مبارك وزين العابدين فهم كنز إستراتيجى لإسرائيل وأمريكا والمصالح الغربية واستطاعا أن يسكتا شعوبهم لفترة لتمرير المصالح الغربية، لكن الشعوب أثبت أنها أقوى من أى نظام وأقوى من الغرب ومخططاته.
الجدير بالذكر أن الشيخ راشد الغنوشى مؤسس حزب النهضة الإسلامى التونسى، أحد أفرع الإخوان المسلمين فى تونس، ويعد من أهم الشخصيات الإسلامية المؤثرة فى تونس، خاصة بعد عودته من "المنفى فى لندن"، حيث حكم عليه بالنفى خارج تونس بواسطة الرئيس السابق زين العابدين بن على 1989.
الغنوشى: استخدام فزاعة الإسلاميين يضر الثورتين المصرية والتونيسية
الأحد، 31 يوليو 2011 02:54 م
الشيخ راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة الإسلامى التونسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس / أشرف شوكت
( المجلس العسكرى) لا مانع من السياحة والفن ودين الدولة الاسلام