صناعة الحاضر والمستقبل لمصر حق أصيل لكل المصريين، ولا يحق لأى فصيل سياسى أن ينفرد بهذا الأمر.. فنحن جميعًا شركاء فى هذا الوطن، والانتخابات القادمة كفيلة بإفراز من يصلح لإدارة شؤون الوطن.. والجميع بفضل الله بعد ثورة 25 يناير يرفضون فكرة احتكار السلطة، فقد مضى هذا العهد الذى حطَّم مصر، ونهب ثرواتها، وأذاق الشعب الويلات.
ولذلك يجب على جميع الأحزاب والاتجاهات الفكريَّة المختلفة أن يعلموا أن الفيصل بينهم هو صندوق الانتخابات، وليس الضجيج، أو الابتزاز، أو لىّ ذراع الوطن.
ليس هناك من خيار لدينا لاستكمال نجاح الثورة سوى أن يكون الجيش والشعب يدًا واحدة.. أى خيار آخر سوف يوقع البلد فى فتنة وصدام لا يعلمه سوى رب العالمين.. وما وقع فى العباسيَّة خير دليل على أن هناك من يتربص بالثورة ويسعى لأن يوردها المهالك.
ومن الضرورى أن يعلم الجميع أن الجيش هو الحارس الأمين الذى حمى الثورة، جنَّب البلاد الفوضى وحفظ الدماء، ولذلك من الطبيعى أن يتصدَّر المشهد السياسى، ويصبح مسؤولا عن تنفيذ مطالب الثوار، والحل أن نعطى المؤسسة العسكرية مزيدًا من الوقت لتنفيذ الإصلاحات السياسيَّة، وتحقيق مطالب الثوار.
والغريب أن منظمات أمريكيَّة تسعى فى هذا الوقت لإشعال مزيد من الفتنة، فتملأ الدنيا ضجيجًا بأنها موَّلت ودرَّبت الشباب المصرى على التظاهر والاعتصام منذ 2008.. لتوحى بأنها صاحبة فضل ومنة فى نجاح الثورة المصريَّة.. ونقول للأمريكان: المصريون أصحاب خبرات واسعة فى التظاهر والاعتصامات، بل الأجنة فى بطون أمهاتها تعرف كيف تتظاهر، فالمصريون بجميع اتجاهاتهم ومختلف انتماءاتهم لا يحتاجون لمن يعلّمهم المظاهرات، فضلاً على أن الثورة المصريَّة كانت صدمة للإدارة الأمريكيَّة، والتى لم تعلم عنها شيئًا مثلها مثل مبارك تمامًا.
وبمناسبة ما أُثير عن تمويل 6 أبريل.. نكرر: إننا نريد أن نُرسى دعائم دولة سيادة القانون يكون فيها الحاكم والمحكوم سواء، فيعاقب الجانى ويُبرَّأ المظلوم.. لذلك نرفض اتهام الناس دون بينة أو دليل.. أما إذا ثبت التآمر على الوطن.. فمكان التحقيق النائب العام، وساحات القضاء، ليس الصحف أو الفضائيات.
على العموم دعونا من هذا كله ونحن نستقبل رمضان، شهر القرآن.. وقد تعب الجميع حكومة وشعبًا.. ثوارًا وفلولاً.. فنحن جميعًا فى هذا الشهر الفضيل فى حاجة ماسَّة لأن تدركنا نسائِم الرحمة، لنخْرج من هذه الكبوة ونتنفَّس عبير الحرية.. وهذا لا يتأتى إلا إذا أخذ الجميع هدنة ليستريح من عناء المظاهرات والاعتصامات وحالة الاستقطاب التى أرهقتنا وأرّقت الوطن.. والحمد لله أن رمضان أدركنا بعد هذه الثورة ونحن نعبر عهدًا جديدًا من الكرامة والعزة مقبلين على بناء دولة حديثة.. نعم نَجَحْنا فى أن نَدْحر الظلم وأن نكسر القيود ونحطِّم الخوف.. لكن مازلنا نحتاج إلى ثورة على أنفسنا.. نحتاج إلى ثورة على شهواتِنا وأطماعنا.. نحتاج إلى ثورة تطهِّر قلوبنا وأفئدتنا.. نحتاج إلى ثورة أخلاقيَّة.. نحتاج إلى ثورة تغيير حقيقية للمجتمع.. وهاهو رمضان شهر التغيير.. جاء ليُشارِكنا التغييرَ من الداخل.. وهو البداية الحقيقية لتغيير الواقع، فالله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).. المشكلة ليست فى تغيير حاكم بحاكم فقط، لكن التغيير يكون على جميع المستويات، إننا على يقين أنَّ الثورة سوف يكتَمل نجاحها عندما تتبدَّل أحوال المجتمع وتتغيَّر أخلاقه إلى الأفضل، فتسود الشهامة والمروءة والصِدْق والأمانة فى المجتمع، وتعلو قِيَم التسامح والتراحم بين جنباته، وهو ما يُحتِّم علينا أن نستقبل رمضان المعظَّم بالطاعات والتوبة، وردِّ المظالم إلى أهلها! وكل عام أنتم بخير.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
حجة البليد يامصر
عدد الردود 0
بواسطة:
egy man
Mubarak Tv
عدد الردود 0
بواسطة:
egy man
Mubarak Tv