أحمد الغـر يكتب: حتى آخر لحظة!

السبت، 30 يوليو 2011 10:15 م
أحمد الغـر يكتب: حتى آخر لحظة! على بن صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أنها جمهوريات، أو على الأقل كما يستطيع القاصى والدانى أن يعرف عنها أنها جمهوريات عند قراءة دساتيرها، تصر الأنظمة الحاكمة للجمهوريات العربية على كونها مليكة أكثر من الممالك، وإمارات أكثر من غيرها من دول الأمراء، هكذا شاءت الظروف أو ربما تحت وطأة القمع والقهر استطاعت الأنظمة الحاكمة للجمهوريات العربية أن تبقى قابعة على عروشها لعقود، وما كان لأحد أن ينزع الحكم من يد أحد منهم ومن بعدهم أبناؤهم وأحفادهم لولا صحوة لشباب الأمة العربية، جاءت كنتيجة طبيعية لعقود من الكبت والصبر على فساد مجموعة من الطغاة لطالما وصفتهم الصحف القومية بأنهم قادة أبطال وزعماء أبطال!
فى بلاد اليمن السعيد، أو هكذا كانت تُوصف فى ماضيها المزدهر، قصة أخرى لحكاية شعب صنع ثورته ليقضى على براثن الحكم الفاسد وبقتل مشروع توريث كان التخطيط له يتم على قدم وساق، خرج الشعب اليمنى يطالب بكرامة وحرية ولقمة عيش كريمة، خصوصا وأنه يرى من حوله بلدان عربية مماثلة استطاعت أن تسقط أنظمتها الفاسدة، خرج الشعب مسالماً رغم كون السلاح فى يد الجميع، إلا أن الشعب أرادها ثورة بيضاء حتى لا تفسد بياض الربيع العربى، وربما هذا ما كان يريده ثوار ليبيا أيضا لولا جنون القذافى الذى فرض عليهم حمل السلاح للدفاع عن النفس أولا والتخلص من مرتزقته وكتائبه التى لا ترحم ثانيا، لكن داء اليمن هو رئيس يريد أن يبقى فى الحكم إلى آخر لحظة من عمره، رغم أنه هو نفسه من خرج أكثر من مرة ليعلن أن الحفاظ على اليمن ووحدته هى أسمى وأهم واجباته التى وهب حياته لها، فكيف سيحقق ذلك إذا كان بقاؤه فى الحكم هو لب المشكلة التى قد تودى باليمن وبشعبه على حد السواء؟!
فقبل عدة أشهر كانت عملية الإعداد والتجهيز لتعديل دستورى يسمح لعلى عبدالله صالح للترشح لولاية جديدة فى 2013 تتم بخطى ثابتة، هو ذاته الذى دخل فى حرب مع الحوثيين أوقعت البلاد فى كمين الطائفية فقط إرضاءً لأمريكا، كما أن إدارته الاقتصادية الفاشلة هى أصابت الاقتصاد اليمنى بحالة من الكساد جعلت أعدادا كبيرة من اليمنيين تطالب بالانفصال عن اليمن الأم فيما يعرف بالحراك الجنوبى، هذا غير مصائب أخرى كثيرة ربما لم يكشف عنها النقاب بعد، إذن ما الذى يغرى شعب اليمن فى القبول ببقاء صالح فى منصبه حتى آخر نفس؟! يقول صالح إنه جاء فى منصبه بالشرعية، عن أى شرعية يتحدث الرجل؟! إنها شرعية التزوير والتدليس وتغيير إرادة الشعب وتطويعها لخدمة مصالحها فقط، يقول صالح إنه مصمم على البقاء فى السلطة حماية لليمن من الخراب والضياع والوقوع فى قبضة الإرهاب، وكأنه يحكم على من سيأتى من بعده فى السلطة بأنه سيترك البلاد لتضييع أكثر مما هى عليه! أنا شخصياً أعتقد أنه فى حالة عودة صالح من السعودية إلى اليمن فإن هذا يعنى إما حرب أهلية داخلية فى اليمن سيكون حتما من نتائجها إهدار دماء الكثيريين من أبناء اليمن، والوقوع فريسة لخلايا الإرهاب وربما تفتيت بلد عربى جديد بعد تفتيت السودان منذ أسابيع، هذا كله لأن بقاء الطغاة على عروشهم ترسخ فى عقليتهم كونهم من الملوك أو ربما منزلين من السماء وتغييرهم أو التخلى عنهم هو ضربٌ من الجنون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة