"الطرد".. قصة قصيرة لشريف عبد المجيد

الأحد، 03 يوليو 2011 09:40 ص
"الطرد".. قصة قصيرة لشريف عبد المجيد الكاتب شريف عبد المجيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فتح الوزير باب شقته بعدما رن للسائق من محموله ليعلن عن نزوله ليتجه لعمله كما هى العادة لكنة وجد طرداً صغيراً أمام الباب توقف أمامه طويلا وشط فى انة ربما يكون مفرقعات مرسلة لة من إحدى الجهات المتطرفة أو من احد أعداء النجاح, فوصوله السريع لكرسى الوزارة وتصدره للصحف والمجلات والفضائيات كان سببا فى أن يوغر صدر أعدائه وان يبثوا نيران حقدهم عليه من كل جانب، إلا أنه كان يعمل دائما بنظرية الكلاب تعوى والقافلة تسير.

اتصل بالأمن الخاص به والذى ينتظرونه أمام مدخل العمارة اقترب أحد رجال الأمن فور وصولة من الطرد بعدما أغلق باب الأسانسير وأخبر الوزير أن يغلق الشقة فوراً وأن يخليها من السكان وعمل اتصالات سريعة , تحركات سيارات الأمن وسمع فى الشارع صوت سارينة عربات الإسعاف وأتت سيارات الأمن المركزى , وقف الجميع ينتظرون خبير المفرقعات الذى اكتشف عدم وجود قنبلة موقوتة كما يصر الجميع ,فتح الطرد ووجد بة جمجمة لشاب فى نحو الثلاثين من العمر.

سجلت عدسات القنوات الفضائية مع الوزير الذى أعلن خوفه من عودة التيارات المتطرفة لأنة لم يكن يعلم بأمر الجمجمة وفتحت النيابة تحقيقات حول الحادث وطلبت النيابة التحريات عن صاحب الجمجمة ومن ثم عمل رجال البحث الجنائى على التعرف على صاحب الجثة بينما رجال الطب الشرعى يحاولون تحديد الوقت الفعلى لوفاة صاحب الجمجمة وهل هو مات مقتولا أو مسموما ومعرفة بصمات مرسل الطرد وأخر شخص امسك بالجمجمة.

نشر الخبر فى العديد من الجرائد على الصفحات الأولى وبعد العديد من التحليلات الصحفية وحلقات التوك شو نسى الجميع موضوع الطرد والجمجمة.

كان عم محمود البقال خارجاً من بيته ليقوم بفتح دكانه وبينما هو واقفاً أمام باب الدكان وجد طرداً صغيراً وفتحة ليجد أمامه جمجمة لشاب فى الثانية والثلاثين من عمرة.

انشغل الجميع بأمر الطرود, وهل هناك علاقة بين عم محمود والوزير أم أن الأمر مجرد صدفة وفى اليوم التالى وجد أحد موظفى الوردية الصباحية بأحد البنوك طراداً به جمجمة لشاب أيضاً لم يبلغ العقد الثالث من العمر وهكذا توالت البلاغات جمجمة أمام الاستاد جمجمة أمام مدخل أحد قاعات المسرح جمجمة أمام إحدى قاعات السينما.

كل يوم بنلاقى جمجمة هكذا قال أحد العاملين بسنترال شعبى لإحدى القنوات الفضائية، وصلت الجماجم إلى باب البرلمان وأمام القصر الجمهورى الجماجم تنتشر بسرعة وفى كل مكان، قال المحلل النفسى فى برنامج التوك الشو الشهير.

ليس من المعروف السبب العلمى لانتشار الجماجم أو الرسالة التى يريد إرسالها من يقوم بذلك ربما يكون الهدف منها الانتقام من المجتمع أو لبيان اعتراضهم على الأوضاع، ولكن السؤال الحقيقى من الذى يملك كل هذا العدد الهائل من الجماجم، وهكذا بدء رجال الأمن تتبع كل اللحادون والبحث فى علاقاتهم وطلبة كليات الطب والعاملين فى المشرحة، وأصبحت هناك رقابة صارمة على كل هذه الفئات.

ثم تطور الأمر إلى عمل حواجز لسكان المقابر وأصبح خروجهم يتم بتصريح وتحديد تحركاتهم وإلى أين سيذهبون ثم تطور الأمر إلى مناوشات واحتكاكات بين رجال الأمن وسكان المقابر إلا أن طرود الجماجم مازلت كما هى فى معدلاتها المرتفعة أمام المصالح الحكومية ومداخل المطارات والبنوك والها يبر ماركت وصالات الديسكو وعلى السلالم المتحركة للمولات التجارية وعلى أبواب المستشفيات وفى العمارات الكبيرة والأبراج السكنية والمساكن الشعبية.

أثبتت التحريات أن كل الجماجم كانت موضوعة داخل أكياس سوداء داخل شط رياضية غالية الثمن ذات ماركة عالمية معروفة وعلى الفور تم القبض على صاحب توكيل ذلك النوع من الشنط بحثا عن الشخص الذى اشترى اكبر كمية فى الفترة الأخيرة, لكن تم اكتشاف ان تلك الشركة لها فروع فى كل مكان بمصر ولا يمكن تحديد فرد واحد اشترى كل هذة الكمية خاصة وأنه تم شراء كميات متساوية من كل الفروع فى وقت واحد تقريباً، وفى أثناء التحريات تم اكتشاف مجموعة كبيرة من الجماجم أمام كل فروع محلات ذلك النوع من الشنط وهكذا تم الإفراج عن صاحب التوكيل.

عقد اجتماع هام على متسوى الحكومة لمناقشة تلك القضية الخطيرة، لا يمكن العبث بمقادير البلد، هكذا قال رئيس الوزراء ذلك شىء لا يمكن السكوت علية أبدا ثم أكمل حديثة وتم تشديد التفتيش على المطارات والموانئ والمنافذ البرية, كانت الطرود تتوالى فى كل مكان بالمدينة وتم رفعة حالة الاستعداد العسكرى إلى الحالة القصوى وصارت الحراسات على المقابر بورديات صباحية ومسائية وصار الناس يدفنون ذويهم فى أماكن سرية خشية من سرقة الجماجم.
قال رجل دين: هذا غضب من الله
قال رجل الأمن: هذا تسيب واضح
قال عالم الاجتماع: أنها ثورة الجياع,
خلت الأسواق من المارة وامتنع الناس عن الذهاب إلى أعمالهم والغيت مسابقات كرة القدم وتم إخلاء المقابر بطول البلاد وعرضها.

تكلم المسئول الحكومى أخيراً وقال إذا كانت هذه حركة سياسية فلتعلن عن أهدافها لنتحاور معها ونتعرف على أفكارها ومبادئها قدمت الحكومة استقالتها وألغيت الانتخابات وتم تعديل الدستور ولكن الطرود التى تحوى الجمائم كانت لا تزال ترسل بنفس الانتظام وبنفس الطريقة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة