كشفت مصادر دبلوماسية خليجية فى صنعاء، عن معلومات هامة فى إطار الحوارات والمشاورات التى تدور فى أروقة المساعى السياسية الأمريكية والأوروبية من جهة، والخليجية من جهة أخرى، أن الأسبوع الجارى سيشهد متغيرات سياسية هامة، وتقدماً ملحوظاً فى إطار انتقال السلطة.
ونقلت صحيفة أخبار اليوم اليمنية، تأكيد تلك المصادر بأن عملية الانتقال قد تم الموافقة عليها من جميع الأطراف السياسية "الحزب الحاكم المتمثل فى المؤتمر الشعبى العام وأحزاب المعارضة المتمثلة فى اللقاء المشترك"، والذى سيفضى إلى الإعلان عن تسلم "عبدربه منصور هادى" السلطة بصورة كاملة، كقائم بأعمال رئيس الجمهورية ولمدة ستين يوماً، يتم بعدها إجراء انتخابات رئاسية سيكون الفريق عبدربه منصور هادى مرشحاً توافقياً للفترة الانتقالية، والتى سيتم خلالها تنفيذ خارطة الإصلاحات الدستورية والسياسية لشكل النظام اليمنى، بتوافق الحلول الخاصة بالقضية الجنوبية بشكل رئيسى وقضية صعدة.
وأفادت المصادر الدبلوماسية، أن العائق الوحيد الآن يتمثل فى سطوة أبناء الرئيس وأبناء أخيه على وحدات عسكرية، والذين مازالوا يدفعون بالوضع السياسى إلى عملية تسوية، لكونهم جزءاً منها.. غير أن الجانب الأمريكى والأوروبى يرفضان أى تسوية لا تمثل عملية تغيير شاملة للنظام.
وتوقعت المصادر بأنه فى حالة أى تعثر لانتقال السلطة فى زمن لا يتجاوز الأسبوع الجارى.. فإن عدداً من دول الخليج، إضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، سيدعمون رؤية سياسية تجعل من قرار انتقال السلطة قراراً يمنياً صرفاً وستؤيده تلك الدول، موضحاً بأن هذا الموقف سيمثل دعماً لأى إجراء تتخذه المعارضة مع بعض القيادات المؤثرة فى الحزب الحاكم المؤتمر الشعبى العام، مؤكدة أن أى اعتراض من أى جهة، سواء كانت تلك الجهة هى أبناء الرئيس الذين يسيطرون على وحدات عسكرية وأمنية أو غيرهم، سينظر لهم المجتمع الدولى كمغتصبين للسلطة وفاقدين للشرعية، وهو ما تمنته المصادر الدبلوماسية الخليجية أن يحدث.
ونوهت ذات المصادر إلى أهمية أخذ معطيات الوضع الاقتصادى الهش، والذى يمثل قنبلة موقوتة يصعب اليوم التحكم بزمن انفجارها.. مستغرباً من الحالة العبثية فى التعامل مع أزمة المشتقات النفطية.
وحول عودة الرئيس قالت المصادر الدبلوماسية: "تلك مسألة تقتضى تعافى الرئيس من إصاباته"، وهو ما يقتضى الزمن الكافى الذى يحدده الأطباء المشرفون على علاجه.. غير أن ذلك لا يمكن ربطه بالعملية السياسية لنقل السلطة باعتبار أن أوضاع اليمن لم تعد اليوم وفق معطيات المخاوف التى يبديها المجتمع الدولى ـ قراراً يمنياً يتحكم فيه من يعتبرون أنفسهم أنهم يمسكون زمام السلطة اليوم.
إلى ذلك نقلت "أخبار اليوم" من مصادر مطلعة أن الدكتور عبد الكريم الإريانى، عقد لقاءات مع قيادات من حزب المؤتمر الشعبى العام، الذى يشغل فيه منصب نائب رئيس الحزب، وكذلك عقد لقاء مع قيادات فى المعارضة بحث خلاله نتائج مباحثاته فى العواصم الخليجية، والتى تركزت حول سرية انتقال السلطة لنائب الرئيس ـ القائم بأعمال الرئيس حالياً ـ وأن المعارضة باتت تدفع إلى تحديد مؤقت مسئول تتوافق عليه القوى السياسية، بعيداً عن رغبة أبناء الرئيس المسيطرين على بعض وحدات الجيش والأمن، باعتبار أن عملية انتقال السلطة عملية سياسية وطنية تخص شعباً بأكمله وليس أفراداً أو أسرة.. وأنها فى إطار ذلك لن تقبل بأى تأجيل يذكر.
وأفادت المصادر أن ذلك الموقف بدأ يلقى صدى كبيراً لدى قيادات كبيرة فى المؤتمر الشعبى العام ـ والتى باتت تنظر للمبادرة الخليجية وانتقال السلطة ـ مخرجاً وحيداً لليمن، لتجاوز أزمته وتحدياته الكبيرة والخطيرة عسكرياً واقتصادياً، خاصة ما بات يهدد وحدة اليمن.
من جانب آخر، أكد مصدر قيادى فى المشترك ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ بأن أحزاب المشترك باتت اليوم فى زاوية سياسية حرجة لا تمتلك أى خيارات سوى الدفع لتحقيق عملية انتقال السلطة للنائب، سواء كان وفق آلية المبادرة الخليجية، أو كان وفق آليات أخرى، يفترض ألا يتجاوز زمنها الأسبوع الجارى.
مؤكداً بالقول: نحن أصحاب قضية مشروعة وثورة شعبية، نطالب باستعادة سلطة مغتصبة بصورة "سلمية.. سلمية.. سلمية".. رغم القتل والقصف والترهيب بالإرهاب القاعدى والحراك الانفصالى وقصف القرى والمدن.. كل ذلك يزيد القضية مشروعية.. يجب انتقال السلطة إلى الفريق عبدربه فوراً ولا يمكن السماح بأن تتجاوز هذا الأسبوع.. وينبغى على من يغتصب السلطة اليوم أن يحكم عقله وينظر إلى المستقبل بعين واقعية وإلى إرادة الشعب بتجرد مسئول.. باعتبار أن إرادة الشعوب لا تقهر مهما طال عمر جلاديها.
أخبار اليوم اليمنية: عملية انتقال السلطة تم الموافقة عليها من جميع الأطراف
الأحد، 03 يوليو 2011 03:54 م