"هم فى رباط إلى يوم القيامة" حقيقة ربانية ونبوية مؤكدة منذ القدم، وهاهو ميدان التحرير خير شاهد ودليل على صدقها، ومن يرى شباب مصر اليوم فى ميدان التحرير يتأكد أن الأمل فى الإصلاح موجود ويمكن تحقيقه، على يد أولئك الشباب المحب لوطنه المستعد للدفاع عنه والقادر على فدائه بروحه وما يملك.
من يرى ميدان التحرير اليوم يتذكر لحظات المجد والعز والفخار ويعلم أننا على بابها قادمون وأن آهات المصريين وآلامهم سوف تنتهى وستجف دموعهم وإلى الأبد ولا تبقى فى العيون إلا دموع الفرحة ولا يبقى فى القلب إلا السعادة الحقيقية الأبدية.
ومن يرى صورة ميدان التحرير اليوم ينسى صورا أخرى أساءت للشعب وللبلد وللتاريخ الناصع الذى ما زلنا نحيا على أمل استعادة صفحاته المضيئة وأمجاده التليدة.
من يرى الميدان اليوم يتأكد أنه أمام روح جديدة قادرة على التحدى فى كل مجال، فى البناء والعمل والتغيير وأمام جيل واع يحافظ على كل حبة رمل وذرة تراب وكل شبر من أرض بلاده وسيحولها إلى جنة الله فى أرضه كما كانت.
من يرى الميدان اليوم يتأكد أن مصر غدا لن ترى بلطجية وسينتهى أمل الفلول بموتهم دون أن تقام لهم مراسم دفن أو عزاء وسيبقى فقط الأبناء المخلصون لهذا الوطن يحيون لرفعته ويعيشون من أجله.
من يرى الميدان اليوم يتأكد أنه لن يبقى فى مصر من يسرقون قوت الشعب أو يتلاعبون به وانتهى عهد المرتشون، فالكل همه رفعة ذلك الوطن، لا مطامع ولا مصالح ولا مؤامرات.
ليت من تحدثت معهم من أصدقاء فلسطينيين ولبنانيين وسوريين أو توانسة وجزائريين ومغاربة أو أوروبيين على اختلاف جنسيات بلادهم يرون ميدان التحرير اليوم ويعلمون أن مصر وشعبها الذين اتهموهما بالتخاذل والجبن أمام العدو أحيانا وبالفقر والجوع والمرض وبأننا أذل أهل الأرض أحيانا كثيرة حتى يعلموا أن فى الورد رائحته وأن مصر قادرة على استعادة التاريخ والمجد وستظل النبراس والنور والأمل للعرب والمسلمين وللعالم أجمع.
ليت أمى وأبى لا ينشغلان اليوم ويريان ميدان التحرير ويعلمان أن حياتهما لم تضع هدرا وأنهما سيريان مصرهم كما كانا يحلمان وأن أبنائهما وأحفادهما وجدوا الطريق وسيحيون آمنين بلا خوف أو فزع بلا جوع أو ذل أو فقر أو مرض.