المرء هو ما يؤمن به! عبارة عبقرية سطرها الروائى الروسى (أنطوان بافلوفيتش تشيخوف) فى القرن التاسع عشر، ولهذه الحكمة علاقة وطيدة بعملية غسيل المخ المعروفة علميا فى أوساط المخابرات والموساد وال سى آى إيه وأمن الدولة ويدرك معناها جيدا رواد المعتقلات وغوانتانامو (التفكيك النفسى):هى كل محاولة للسيطرة على العقل البشرى وتوجيه إلى غايات محددة وذلك بعد تفريغه من محتواه المعلوماتى أو العقائدى أو الإيمانى السابق، الحديث هنا ليس عن عملية غسيل المخ بالتفصيل لأنها علم يدرس وبحوره تتعدد، وتتشعب أدواته ولكن الحديث عن شخصية شاركت وببراعة بكل ما تملك من قوة ومال فى غسيل المخ الغربى والتركى والعربى أيضا ذاع صيتها وفضائحها أيضا اشتهرت منذ أيام ومازالت حتى اليوم على صفحات الجرائد الأسترالية والبريطانية والعربية وهو الملياردير اليهودى أو كما يطلق عليه فى لندن إمبراطور الإعلام (روبرت مردوخ) يمتلك روبرت مردوخ 30% من الصحف البريطانية مثل (التايميز، والصن، ونيوز أوف ذا وورلد وصنداى تايمز، كما يملك 40% من محطة سكاى التليفزيونية البريطانية واشترى أيضا دار نشر بيرسون والتى تملك 24% من القناة فى التلفزيون البريطانى وأخيرا (تى جى آر تى) القناة التركية الخاصة لتوجيه أو بمعنى أصح غسيل مخ الرأى العام التركى للسيطرة على الشعور المعادى لإسرائيل، يدرك جيدا هذا الصهيونى الذكى أن الإعلام هو جهاز غسيل المخ فى هذا الزمان وهو صانع الأكاذيب والشائعات والأخبار الموجهة وهو الملقن الذى يلقن الصحف ما تكتب فهو مُخرج القصص الملفقة أو الصريحة! فغسيل المخ عملية محبوكة ومنظمة يديرها رجال تسللوا إلى مقاعد صنع القرار، حفلة بطول المسرح السياسى متنوعة البرامج (جواسيس ـ إرهاب ـ أموال مهربة ـ زعامات سياسية تفكر وتخطط ـ عصابات تقتل ـ وأحزاب خرجت من جحورها للتو).
استغل روبرت مردوخ أحد مفتشى الشرطة الفاسدين مقابل 150000 إسترلينى سنويا (جوناثان ريس) الذى استهدف مجموعة من السياسيين والعائلة المالكة فى بريطانيا والمخبرين المهمين فى مجال الإرهاب ومن أشهر المستهدفين (كيت ميدلتون عندما كانت صديقة الأمير وليم ـ الأمير إدوارد وزوجته ـ المستشار الإعلامى لبلير (آليستر كامبل)_جاك سترو عندما كان وزيرا للداخلية ـ ووزير التجارة بيتر ماندلسون) لا أدرى لماذا يلهث الصهاينة وراء كل الأخبار والشائعات ومحاولة جمع المعلومات بشتى السبل المباحة وغير المباحة بحجة التأمين والحماية والخوف من المجهول دائما يسعى الكيان الصهيونى إلى العمل فى الظلام وراء كواليس التاريخ وبناء هرم من الأكاذيب والحجج المراوغة طوبة طوبة، فالمجرم مهما بلغ ذكاؤه لابد أن ينسى شيئا تافها ربما أو مهما بسببه ينهار كل البنيان فى الوقت المعلوم، فهذه الجريمة الصهيونية المحبكة اشترك فيها عشرات العقول الفطنة وأكثر رجال المخابرات دهاء وحنكة امتلأت بالثغرات وانفضحت وانهارت رغم حبكتها كانت تحمل معها جرثومة فضيحتها! والأدهى والأحمق النظام المتبع الممل الذى دام سنوات طوالا ومللنا من تكراره (التصفية الجسدية إذا انكشف المستور) أو لم ينكشف!
فقد عثرت الشرطة البريطانية يوم الاثنين الماضى على "شون هوار"، المراسل الصحفى السابق فى صحيفة "نيوز أوف ذى وورلد" الذى أبلغ صحيفة " نيويورك تايمز" عام 2010 بأن رئيس التحرير آندى كولسون شجعه وآخرين على التنصت على البريد الإلكترونى لعدد من الشخصيات العامة، ميتاً فى منزله فى "واتفورد، هل تتذكرون قتل الصهاينة للكونت (برنادوت) سكرتير الأمم المتحدة بعد التقرير الذى قدمه فى 16 سبتمبر 1948 عن جرائمهم فى فلسطين المحتلة ضد العزل فاغتالوه هو ومساعده الفرنسى وأيضا ما فعلته إسرائيل فى 8 يونيو 1967 بإغراقها لسفينة التجسس الأمريكية ليبرتى وقتلها لـ 34 بحارا أمريكيا وجرحهم 171 آخرين وذلك لتغطيتهم على احتلال الجولان وما يحدث فيها آنذاك واليوم اللوبى اليهودى فى الغرب يرتعد خوفا من انهيار الجسر الداعم لتل أبيب إعلاميا وماديا ويقف مردوخ ليواجه انهيار امبراطوريته وفضائحها الشهيرة، فالمشكلة اليهودية هى فى اليهود نفسهم وليست كما يتزعمون فى اضطهاد العالم لهم فهم الذين يؤججون الفتن ويخلقون المشاكل، فالصهيونية موبؤة بالتعصب العنصرى والخوف والحقد وأوهام التفوق والرغبة فى انتزاع الحقوق والتنكيل والسيادة على الآخر يقول اليهود فى البروتوكول (الرابع تحديداً) إن علينا أن نشعل الثورات ونؤجج الفتن فإذا نجحت ثورة فإنها سوف تأتى بالفوضى(أولا) ثم بحكم الاستبداد الذى يحكم بالسوط والجبروت (ثانيا)، وسوف نكون نحن هذه القوى الخفية التى تعمل من وراء هذا الحكم المستبد عن طريق وكلائنا ومن الذى يستطيع أن يخلع قوى خفية عن عرشها! يريدون أن يتحول المجتمع إلى أغنياء بلا حدود وفقراء بلا حدود وأحقاد بين الأثنين بلا حدود ويصبح من السهل إشعال فتيل الفتنة بين الفريقين فى أى وقت وهذا ما فعله (كارل ماركس) حينما قام بتحريض (البروليتاريا) على (البورجوازية) وإشعال الثورة البلشيفية فى روسيا! فليست من المصادفة أن يقوم فكر ماركس كله على الصراع الطبقى بالصدفة! وما نعيشه الآن فما هو إلا إعادة يسيطر فيه أباطرة الصناعة والتجارة والبورصة والسوق والدولار وتتكدس فيه ثروات أصحاب المليارات والدولارات وينحدر الأغلبية إلى فقر مدقع وكل سبل المعاناة، بل ليس المال والصناعة فقط بل أيضا على دور الصحافة والإعلام والنشر واللهو المسارح يريدون عالما من العنف والدم والشهوات أيضا وشباب مشغول بملاذاته لا وعى ولا عقل ولا مستقبل! يقول الكاتب الكساندر مال كول فى نصوص من التلمود المشكلة اليهودية: أن العقلية اليهودية نفسها عقلية صهيونية توسعية هدفها السيادة والشعور بالامتياز فى كل شىء وبأنهم الصحبة المختارة من الله وبأنهم الأولى بالسيادة على البشر!