من يدرك قيمة الأمل يدرك جيداً معنى اليقين بداخله، ويتحلى بالصبر الجميل فى حياته، الأمل يشعرك أن الأحزان والأحوال السيئة لن تدوم والأخطاء ممكن تداركها وأن الغد الآت أفضل لأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، ويشعرك أن فى العمر أحلام ما زالت ممكنة، فالأمل يجعلك لا تقف مكانك ويجعلك تكرر التجربة طعماً فى النجاح مع الأخذ بالأسباب، فالأمل لا بديل عنه فهو يفتح الأبواب المغلقة ويقرب الخطوات البعيدة، ويجدد بقاءك فى الحياة ويقربك من الله.
قم بغربلة الأشياء المبعثرة فى حياتك، والتى لا أمل فيها، وأعرفها جيداً وحدد أقامتها وأفرض الحراسة الجبرية عليها، بل أنفيها خارج ذاتك وأسقطها من حساباتك حتى لا تفقد الأمل فى باقية الأشياء والأحلام الممكنة لأيامك، لا تستهن بالبؤرة السوداء فى حياتك، فهى كالفيروس يتوغل ويتكاثر فى خبث ودهاء لينقض على المساحة الباقية المشعة والمتوهجة بداخلك ويلوثها ومهما استخدمت من أمصال، يقاومها فهو ينتهز الفرصة المناسبة ويعلن وفاة الأمل بداخلك وتبقى فى عِداد الميئوس منهم.
فإذا ضاق المكان بأحلامك، وكانت الأمور تسير على غير توقعاتك وهواك فاجعل الأمل شمس تتوهج بداخلك طاقة متجددة دائماً، اجعله قنديلك فى العتمة، فمن لا أمل له لا وجود له، يتجدد الأمل بداخلك، بإيمانك بقدراتك وتصحيح أخطائك، واطرد الوساوس المترسبة بإخفاقاتك واليأس من أوسع أبوابك واجعل الفشل ألد أعدائك وتقبل ذاتك ليتقبلك من حولك وسعيك الدءوب تجاه أهدافك.
الأمل يجعلك تخوض معركة قاسية مع نفسك يجعلك تنهض بعد كل سقوط بإصرار وعزيمة لتغير اتجاه البوصلة نحو تحقيق أهدافك، الأمل يردد بداخلك أن الأحلام ليست مستحيلة، وإنما يكمن الفشل فى عدم إدراكنا لقدراتنا وقصور منا فى معرفة الاتجاه الصحيح لأهدافنا، فإذا كنت مؤمنًا بهدفك فتذكر أنه لن يتحقق بين يوم وليلة، فالأهداف العظيمة تحتاج أن تخطو خطوة تلو خطوة ويتوقف حلمك ونجاحك على ما هو كامن بداخلك من أمل.
بالأمل يتبدد الألم، ويتبخر الهواء الفساد بداخلك، بالأمل تشعر أن هناك من يدفعك دائماً للأمام، فمن لا أمل له لا وجود له.
