شباب بنى سويف يداهمون أوكار المخدرات فى غياب الشرطة

فى ظاهرة فريدة بعد ثورة 25 يناير، نظم مجموعة من شباب منطقة عزبة التحرير (عزبة الصفيح) بمدينة بنى سويف، حملة أطلقوا عليها (تطهير المنطقة من المخدرات)، وتمكنوا على مدى ثلاثة أيام متتالية من مداهمة أوكار ومنازل بيع المخدرات بالمنطقة، دون الاستعانة بالشرطة أو الجيش أو الجماعات الإسلامية، وعثروا على كميات كبيرة من نبات البانجو والأقراص المخدرة، وقاموا بإحراقها داخل منطقة العزبة على مرأى ومسمع من تجار المخدرات والمئات من أهالى المنطقة، وقالوا إنهم يواصلون حملتهم حتى رحيل هؤلاء التجار من عزبة الصفيح، والقضاء على إمبراطورية المخدرات بالمنطقة، والتى يديرها أكثر من 120 هم أفراد أسر تتوارث مهنة الاتجار فى المخدرات.

"اليوم السابع" التقت هؤلاء الشباب وهم: "ياسر سعد" 34 سنة، و"حسن الجناينى" 30 سنة، و"أحمد صلاح" 25 سنة، و"أحمد سيد" 25 سنة، و"عزت حسين" 35 سنة، و"محمد غريب" 35 سنة، و"عصام عبد الكريم" 27 سنة، وقالوا: "إننا من أبناء المنطقة، ونعرف أن بها أوكارا ومنازل لبيع المخدرات منذ عشرات السنين، وهذه مهنة يتوارثها الأجيال من أبناء مجموعة من العائلات المسجلين لدى الأمن، وتم حبسهم فى قضايا مخدرات عدة سنوات، وعقب قيام الثورة طرأت تلك الفكرة أثناء قيامنا بتنظيم لجان شعبية لحماية المنطقة فى فترة الانحلال الأمنى، وهى تطهير المنطقة من تجار المخدرات الذين حولوا الشباب إلى مجموعة من المدمنين، فضلاً عن قيام بعضهم بتنفيذ الجرائم بأنواعها، ونهاية طريق هؤلاء الشباب إما السجن أو الإدمان حتى الانتحار أو الموت".

وأضافوا "منذ أيام قمنا بعقد عدة اجتماعات فيما بيننا، وكان عددنا لا يتجاوز 6 من الشباب، وقررنا تنفيذ حملة التطهير على عدد من المنازل والأوكار، حوالى 25 منزلاً، يستخدمها التجار من الرجال وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم فى تخزين المخدرات بأنواعها وبيعها علانية، ولكن الجيران لا يستطيعون منعهم، خوفا من جبروتهم، حيث قام هؤلاء التجار بتحطيم جميع لمبات الإضاءة سواء الموجودة أمام المنازل أو على أعمدة الإنارة، حتى يسود الظلام الدامس المنطقة، وقمنا بتجنيد عدد من الأطفال الصغار لمراقبة المنازل يوميا، ونعتمد على مهاجمة عدد من المنازل من جميع الجهات فى وقت واحد يوميا، وعلى مدى 3 أيام تمكنا من العثور على أكياس وأجولة بانجو وحبوب مخدرة يبلغ قيمتها أكثر من 20 ألف جنيه، وعلى مرأى ومسمع من التجار، والكثير من مواطنى عزبة التحرير، فقمنا بإعدام هذه المخدرات بإشعال النيران فى البانجو وطحن الحبوب وسكب السولار عليها لإتلافها تماما، ولم يستطع التجار مواجهتنا لأننا أبناء المنطقة ويزيد عددنا يوما بعد يوم، فضلاً عن عرضهم علينا رشوة وأموال طائلة ومخدرات للإقلاع عما نفعل، ودائما يقولون لنا (سيبونا ناكل عيش وخدوا اللى أنتوا عايزينه)، وطالب شباب عزبة التحرير نظراءهم فى باقى الأحياء الشعبية ببنى سويف، مثل الغمراوى والجزيرة، بتنظيم حملة لتطهيرها من أوكار المخدرات حتى يشعر المواطنون بالتغيير فى سلوك الشباب ويحسون بنتائج ثورة 25 يناير فى بنى سويف".