جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية التى عقدها صالون الدكتور علاء الأسوانى، مساء أمس بمقر مركز إعداد القادة، وحضرها كل من الإعلامية دينا عبد الرحمن، وفريدة الشوباشى، والفقيه الدستورى حسام عيسى، وشقيقه الطبيب هشام عيسى، والمهندس الاستشارى والناشط السياسى ممدوح حمزة، والإعلامى حسين عبد الغنى.
وقال علاء الأسوانى إننا الآن نخوض معارك انتهت منذ مائة عام، وهناك معركتان فى مصر، الأولى ضد الاستبداد، والثانية ضد الثقافة المصرية، لتتحول إلى السعودية أو أفغانستان، وهو ما لا يمكن أن يحدث، وتصر على أن تضع المرأة فى إطار محدد لا تخرج منه، ولهذا فإن نموذج دينا عبد الرحمن جاء ليخاطب النموذج الحقيقى للفتاة المصرية التى لم تتلوث بالأفكار الوهابية الرجعية، وأن الإعلام هو خادم عند النظام وهى فكرة استقرت لدى الكثير، ولكنها نفتها، فهى لم تتلون ولم تتغير مثل كثيرين، ما حدث سواء مع اللواء الروينى، أو كاطو، فى الحقيقة هى لم تكن تدافع عن أحد أو الثورة، بل كانت تدافع عن مهنة الإعلام، وأنه لا يجوز أن أتهم أحدًا فى غيابه.
وأضاف الأسوانى هذا الرجل لو قال ما قاله فى الــBBC كان سيتلقى نفس الرد، بالإضافة إلى رفع قضية عليه، ولهذا أقول إنه لا يجوز للمجلس العسكرى أو لأحدٍ أن يتهم غيره بدون دليل، وليس العكس أن يتهم ومن ثم يثبت.
ومن جانبه وجه حسين عبد الغنى الشكر لـ"دينا عبد الرحمن" على ما قدمته للإعلام المصرى وأثبتت انحيازها للثورة، متمنيًا أن يكون كافة الصحفيين والإعلاميين على قدر كبير من مراعاة قواعد الصحافة والإعلام، وأن يكون قلب الإعلامى على وطنه وشعبه.
وقال حسام عيسى إن دينا عبد الرحمن إعلامية مهنية من طراز رفيع، ولكنها فجأة أصبحت رمزًا للصلابة والوطنية والتزامها بمعايير الشرف المهنى، وككل رمز بالضرورة يطرح قضية، ودينا تطرح علينا قضايا، الأولى علاقة رأس المال بالسلطة، وهى سلطة الإعلام، وهى قضية قامت الثورة من أجل القضاء عليها، ولكنها مازالت قائمة والدليل ما حدث لدينا، فالأمر لا يخرج عن أمرين، إما أن رجل الإعلام الأبله، تصور أن الثورة انتهت، وهذه بلاهة لأن الثورة لم ولن تنتهى.
وقالت دينا عبد الرحمن إن التجربة التى حدثت معى لم تكن فريدة، فهناك كوكبة من المصريين الشرفاء، ممن لهم سوابق فى تفضيل المعنى على المصلحة وأستاذتى فريدة الشوبابى، التى رفضت إجراء لقاء مع شيمون بريز، فأنا تربيت على أفكارها وتجربتها كانت درسا لى، فما قمت به ليس ظاهرة فريدة، ولكن أنا بنت التجربة المصرية، ومتأكدة من أن موقفى لم يكن الوحيد، ودعمه جاء بحب وصدق وكرم كبير من زملائى، ولهذا كسبنا ثقة فى وسط إعلامى أعطانا الأمل فى الغد، وما أسعدنى أننى لم أسمع لومًا من أحد على موقفى، وطوال الوقت كان الشارع متفهمًا لما حدث ومقدرا للقيمة التى اخترناها، وفضلناها على المصلحة.





