"الأسوانى": لا أحد يتحدث عن التمويل الخليجى وإسرائيل تشوه الثورة

قال الروائى الدكتور علاء الأسوانى أنا من الذين يرون أن التمويل الأجنبى خطيئة كبرى، وأنه من حق أى مواطن مصرى حينما يفتح التليفزيون أن يعرف أين يذهب هذا التمويل لكل فرد فى مصر، قائلا: الغريب أن أحدًا لا يتحدث عن التمويل الخليجى وهو الأخطر من الأجنبى.

جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية التى عقدها صالون الدكتور علاء الأسوانى، مساء أمس بمقر مركز إعداد القادة، وحضرها كل من الإعلامية دينا عبد الرحمن، وفريدة الشوباشى، والفقيه الدستورى حسام عيسى، وشقيقه الطبيب هشام عيسى، والمهندس الاستشارى والناشط السياسى ممدوح حمزة، والإعلامى حسين عبد الغنى.

وأضاف الأسوانى سبق وأن قلت منذ الثمانينات، وأشرت إلى أن الحركات الوطنية المصرية لم تعرف التمويل الأجنبى، وأن هناك أسرا باعت أراضيها من أجل حزب الوفد، وشدد على أن التمويل الأجنبى لا يمكن قبوله إلا بضرورات وحدود معينة.

وقال: إن ما فعله المجلس العسكرى من إلقاء اتهامات على مجموعة وطنية بدون أدلة شىء مرفوض تمامًا، وصحيح أن الاتهامات لا توجه فى وسائل الإعلام وإنما لأجهزة التحقيق فى حال امتلاك المدعى أدلة اتهام على المدعى عليه، وليس للظهور فى الإعلام من أجل تشويه صورة الآخرين، فى حين أن هناك 24 بلاغا مقدمين ضد الدكتور أحمد شفيق فى إهدار مال عام وتربح، وأنه أسند عمليات كثيرة جدًا لشركات مجدى راسخ، صهر علاء مبارك، وعلى عكس المجلس العسكرى صرنا نرى شفيق ومن معه من مساعدين يردون على هذه البلاغات فى الإعلام أيضًا، وفى الحقيقة أن هذه ليست مهنة الإعلام.

وأكد الأسوانى على أن من حق أى مواطن مصرى أن يعرف حينما يفتح التليفزيون أين يذهب التمويل الأجنبى لكل فرد فى مصر؟، مضيفًا: أرى أن هناك اتجاها تقف وراءه إسرائيل لتشويه الثورة المصرية، وذلك لسبب بسيط جدًا، لأن قواعد التمويل الأجنبى فى أمريكا مستقرة وغير مستحدثة وهى معروفة ومنظمات المجتمع المدنى التى تحصل على تمويل معروفة جيدًا، فلكى نرى ثلاثة تصريحات فى ثلاثة أسابيع منها تصريح لـباراك أوباما "إن اللى عايز فلوس من بتوع الثورة يقدم عندنا"، وتقول السفيرة الأمريكية بـ"أنهم صرفوا أموالا من أجل الديمقراطية"، ففى واقع الأمر أن مثل هذا السلوك يعنى لى شيئا واحدا وهو أن إسرائيل فى حربها ضد الثورة المصرية تستعمل الإدارة الأمريكية الآن كسلاح لمن يريد أن يشوه الثورة المصرية، لأن العميل الذى يأخذ أموالا من الإدارة الأمريكية فى الحقيقة هو لا يعلن عنه أبدًا.

وأضاف الأسوانى أن الحديث عن التمويل الأجنبى يتجه غربًا فقط ولا يتجه شرقًا، ولا يتحدث أحد عن التمويل الخليجى "السعودى والإماراتى والقطرى والكويتى"، ولدينا جريدة الوفد التى نشرت أن هناك 2 مليون تم صرفهم على جماعات سياسية عقب تنحى مبارك، حزب النور فتح خلال شهرين 33 مقرا، ونشرت "اليوم السابع" خبراً عن الجماعة السلفية بأنها استأجرت ثلاثة آلاف أتوبيس من أجل حشد أكبر عدد من المواطنين فى ميدان التحرير لجمعة "لمّ الشمل".

وتابع، أنا لا أتهم أو أخون أحدًا، ولكن أليس من حق المواطن المصرى أن يعلم من أين تأتى هذا الأموال؟، ومن البديهى أن يتم الكشف عن مصادر التمويل الأجنبى وخاصة العربى، لأن هناك خطورة من الأموال القادمة من الخليج لأنها لا يتم تسجيلها وتضخ فى مصر وبالتأكيد ليس لصالح الثورة، ومع احترامى التام لاختيار الشعب المصرى لو جاء البرلمان القادم كله إسلاميين، ولا أنا لا أشكك فى وطنيتهم، ولكن السيناريو الأسوأ وفى رأيى والذى أحذر منه وأخشاه هو ما حدث فى السودان، وهو أن يصل بعض المتطرفين الإسلاميين إلى الحكم فيرفضوا ما لا يستطيع الأقباط تحمله، فيخشى الأقباط على أنفسهم، ويلجأون للمجتمع الدولى لفرض حماية عليهم، وبالفعل لدينا بعض الأقباط المتطرفين الخونة مثل موريس صادق بدؤوا البرنامج قبل أن يبدأ.

وأكد الأسوانى على رفضه لكلمة مبادئ حاكمة للدستور، ولكنه شدد على ضرورة ألا يتم التعدى على مواد حقوق الإنسان، مضيفًا "لأنك لو منعت الرئاسة عن القبطى لأنه ليس مصدر ثقة بالنسبة لك، فأنت تمنع الأخير من تولى مناصب فى المخابرات والجيش لأنها الأكثر خطورة من الرئاسة".

وحول تعليقه عن حملة التشويه التى يتعرض لها ممدوح حمزة، قال الأسوانى ما حدث هو أن "حمزة" لا يبتغى أى مصلحة من الثورة المصرية سوى نجاحها كمواطن مصرى، ولكنه أقلق التيار الذى أسميه أنا "الفاشية الدينية"، وهو تيار يرى نفسه يحتكر الحقيقة، ولكن ليس كل الإسلاميين فاشيين، أما إذا اعتبرت أنك تحتكر الحقيقة وحدك، فأنت فاشى وضد الديمقراطية، فالدين ليس قاصرًا على اللحية، ولكنه سلوك.