شعبان هدية

أليس فيكم رجل رشيد؟!

الجمعة، 29 يوليو 2011 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يرى مشهد اليوم فى ميدان التحرير لابد أن يفزع، ولابد أن يقلق، ليس من الإسلاميين ولا لتواجدهم الحاشد ولا للرايات والشعارات التى رفعوها ورجوا بها الميدان، ولا لدفعهم حركات وأحزاب ليبرالية ويسارية للانسحاب من الميدان، لكن المقلق حقا هو التراجع فى الوعى، عدم الإحساس بالمسئولية، البحث عن معارك ليس وقتها ولا مكانها، استباق استعراض القوة وتقسيم الكعكة.

29 يوليو 2011 هو يوم اختلاط الأوراق، أنها حقا جمعة فارقة ويوم مشهود له ما بعده، فمن قال إن المعركة الآن معركة تطبيق أو تنحية الشريعة الإسلامية؟.. ومن الذى أوهمنا أن هناك من يريد إقامة دولة دينية؟.. ومن الذى زيف عقول المصريين بأن خطر العلمانية يهدد الإسلام؟.. ومن قال إن المسلمين فى مصر أو المسيحيين أو الليبراليين فى خطر؟.. ما هى الرسالة وإلى أى مدى يريد أصحاب المشهد اليوم سواء من احتشدوا فى الميدان أو من انسحبوا أن يبلغوه، لا أرى أن الوقت متاح للمزايدة، وليس أمامنا ترف الخلاف أو حتى هناك فرصة لكى نجرب ونهدم كل شىء وكأننا نبدأ من نقطة الصفر.

لا ألوم على الإسلاميين ولا ألوم على الليبراليين ولكن ألوم من اعتبرناهم نخبة، ومن أراد أن ينصب نفسه وصيا على شعب مصر، ومن تصدر المشهد طوال شهور ماضية باسم النخبة وباسم القيادات وباسم النشطاء، وأسأل كما يسأل رجل الشارع، ومن يريد أن يحافظ على مصر وطنا وتاريخا وحضارة، أين هم من يسمون أنفسهم قادة القوى السياسية؟.. أين من يدعون أنهم يؤثرون فى الشارع؟.. أين هو الوفاق الوطنى، وأين هى دعوات الوحدة، وأين هى جمعة الإرادة الشعبية، وأين هى المبادئ المشتركة، أليس فيكم رجل رشيد؟

أليس هناك من يقوم بلم الشمل حقيقة وليس شعارات ويقول كلمة لله، لا لمصلحة حزب ولا لحساب جماعة، ويضع مصلحة مصر أمامه؟ هل الآن وقت الاستعراض؟.. وهل الآن وقت الدعاية الانتخابية؟

من حق أى مواطن أن يسأل الآن من هو بيده ويملك الحديث باسم الشعب؟.. ومن الذى يمكنه أن يتولى فعلا زمام مسئولية جمع الكلمة؟.. وللمواطن أن يتساءل عن مرشحى الرئاسة الذين أصبحوا كالمقررات المملة فى المدارس المصرية، فتجدهم ليل نهار فى الفضائيات وفى الصحف وفى الندوات والمؤتمرات ينظرون ويتحدثون عن شعب غير الشعب المصرى وعن وطن آخر.. لا.. نجد منهم أحد قدم مبادرة ولا تحركا جديا فى إنقاذ مصر من الطوفان القادم، ومن الخطر المحدق، فماذا يريد مرشحو الرئاسة؟ ومتى يكون لهم دور إن لم يكن فى لحظة أوشك فيها الجسد المصرى أن يتمزق إلا أجساد وفرق وشًُعب عدة؟

ما جرى اليوم فى ميدان التحرير ليس أكثر من اختبار صعب لمرحلة جديدة قد تضع أسسا لا يقبله الكثيرون، وقد تجبرنا على أشياء كنا فى غنى عنها، فلا يجب أن يكون اليوم هو معركة النهاية، ومعركة الخلاص التى يستأسد فيها من يتغنى بالمصلحة الوطنية وعينه على منصب أومصلحة.

فالكلمة التى تحتاجها مصر الآن أن يكون هناك رجل رشيد يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يفتت وليس لرفع لواء الشريعة، ولا لواء الاعتصام، ولا لواء المواد فوق الدستورية، ولكن لواء "مصلحة الوطن وكيف نحقق مصر أولاً".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي المنسي

الانتخابات هي المخرج

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى نصار

الشعب يريد تغير النخب

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن البلد دى

فمن يرى ومن يسمع ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام الجزيرة

ابحث عن 6 ابريل ..

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق الهوارى

مالكم مفزوعين كده ليه ؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

habib

الي تعليق رقم 5

اتفق معك تماما .يسلم فمك

عدد الردود 0

بواسطة:

توفيق الحكيم

انصح نفسك بالرشد أولا يا بيه

عدد الردود 0

بواسطة:

mamdouh

لا نخاف ولا نفزع ..انا وانت فى قارب واحد

عدد الردود 0

بواسطة:

د/محمود

الرد على صاحب التعليق رقم 8

عدد الردود 0

بواسطة:

mamdouh

الرد على صاحب التعليق رقم9

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة