تناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تصريحات كبير الأطباء المشرفين على علاج الرئيس السابق حسنى مبارك، والتى قال فيها إنه رفض الطعام لمدة أربعة أيام وفقد وزنه ويشعر بحالة من الضعف، وتأثيرها فى زيادة التكهنات بشأن محاكمته المقرر أن تبدأ فى الثالث من أغسطس المقبل.
ونقلت الصحيفة رد فعل منتقدين لمبارك على تصريحات الأطباء المعالجين له بأن أكبر تهديد على صحته هو الاكتئاب، حيث يرى هؤلاء المنتقدون أن الشائعات حول صحة الرئيس ما هى إلى لمجرد حيلة لمنع مثوله أمام المحكمة.
من ناحية أخرى، نشرت الصحيفة تقريراً عن مصير الحكام الطغاة بعد أن يتم خلعهم من الحكم قالت فيه إنه مع جذب أحداث الربيع العربى لأنظار العالم، كانت وجوه الثالوث غير المقدس للرجال العجائز على حاضرة شاشات التلفزيون دائماً، وهؤلاء هم زين العابدين بن على وحسنى مبارك وعلى عبد الله صالح، وكانوا جميعا يكافحون من أجل دعم أنظمتهم الاستبدادية الفاسدة فى وجه الانتفاضات الشعبية التى واجهتهم، لكنهم ترنحوا واحداً تلو الآخر وسقطوا ليسوا فقط من السلطة ولكن من على شاشات الرادار أيضا.
فأين ذهب هؤلاء بعد أن سقطوا؟ العدالة تطالب بضرورة أن يكون هؤلاء فى السجن أو أمام محكمة بعد أن ظلوا يحكمون بالقوة والخوف، لكن بدلا من ذلكن فإنهم جميعا يرقدون على ظهورهم فى عنبر المرضى.
فابن على يقبع فى مستشفى خاص بمدينة جدة السعودية فى حالة خطيرة بعد إصابته بجلطة، وإن محاميه يقول إنه بخير، ومبارك يرقد فى مستشفى شرم الشيخ منذ 13 إبريل بعد أن أصيب بأزمة قلبية إثر محاولة القبض عليه، ودخل فى غيبوبة وإن كان الأطباء يقولون إن ما يعانى منه ليس سوى مشكلة عدم انتظام ضربات القلب، أما صالح، فقد ظهر فى تسجيل مصور فى بداية هذا الشهر فى إحدى مشافى الرياض مغطى بالضمادات ويبدو غير قادر على تحريك ذراعيه.
وربما يرى البعض، كما تقول الصحيفة، أن هذه المشاكل الطبية ما هى إلا حيلة لتفادى الوقوف فى قفص الاتهام، بينما سيشير آخرون إلى أن الانهيار أمر لا مفر منه بالنسبة لشخصيات مثل هؤلاء الطغاة الذين ظلوا طوال عقودهم فى السلطة يتلاعبون بصورهم الرسمية فى كل مكان ويصبغون شعورهم باللون الأسود، وكل من يجرؤ على التساؤل عمن لديه القدرة على الاستمرار لخمسون عام وما يزيد يتم اعتقاله على الفور. والآن وبعد تجريدهم من السلطة، فقد ظهرت أعمارهم الحقيقية.
وتعتقد الإندبندنت أن هناك عاملاً آخراً تسبب فى الانتكاسة السريعة لهؤلاء الحكام السابقين وهو صدمة المنفى، فأحد مخاطر السلطة المطلقة أن من يملكها يبدأ فى الاعتقاد أنه أسطورة، فكل من مبارك وبن على وصالح ومعهم عائلاتهم افترضوا أن القصور وسيارات الليموزين ورجال الحاشية وبطاقات الائتمان لا حدود لها ولا حاجة إلى دفع فاتورة ستستمر إلى أجل غير مسمى، حتى إنه من الممكن أن يكون حتى هؤلاء قد خدعوا أنفسهم بتصور أنهم يتمتعون بشعبية حقيقية.
لكنهم فجأة وجدوا أنفسهم يخرجون من الحياة العامة بشكل غير رسمى، وعادة من قبل زملاء لهم دعموهم فى حياتهم العملية، وتجمدت أرصدتهم بالبنوك، ومكالمتهم لأصدقائهم فى الغرب لا يرد عليها، بل ربما تصدر مذكرات الاعتقال الدولية بحقهم.
الإندبندنت: الحكام السابقون يرقدون على ظهورهم بدلا من الوقوف خلف القضبان
الخميس، 28 يوليو 2011 01:28 م
الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن الريف/الجزائر
عاجل عاجل عاجل عاجل عاجل عاجل عاجل عاجل عاجل