بعدما أعلن د.حازم البيبلاوى وزير المالية عن تطبيق الحد الأقصى للأجور الشهر المقبل، تبادر إلى ذهنى سؤال مفاده كيف يحسب الوزير الجديد هذا الحد؟ وهل سيكون الراتب دون البدلات غير العادية والتى تقدر بالآلاف ولها ألف شكل ولون؟ وهل سيحسب البيبلاوى الخدمات التى يتمتع بها السادة الكبارأصحاب الحد الأقصى من سائقين خصوصيين وفراشين وحرس خصوصى وخدم للست الهانم فى البيت على حساب الوزارات والهيئات والمصالح ومن دم الشعب وقوته.
وهل سيحسب الوزير بدل الجاز والبنزين لسيارة الباشا وسيارة المدام والأولاد وهل سيحسب الوزير كم تتكلف السيارة الواحدة فى العام من صيانة وإصلاح على يد مهندسين ومراكز الصيانات العالمية وكله على قفا الزبون والزبون هنا هو الشعب الجائع الفقير المذل المهان حتى بعد الثورة.
قرار لابد أن يتخذه الوزير بشجاعة وأمر واجب النفاذ من حكومة شرف "وإللى عاوز ياكل عسل يشترى له معلقة" وإللى عاوز الكحل يتكحل وإللى مش عاوزه يترحل، وعلى كل وزير ومسئول أن يسلم ما فى يده من مفاتيح للسيارات والتكيات والإقطاعيات وكفاية مواكب وحراسات، وإللى عاوز يروح الشغل يشترى لنفسه عربية، والهانم عاوزة تروح النادى وتترسم على أصحابها يبقى من فلوسها، فقد ولى عهد الظلم ولتدخل كل تلك الأموال خزينة الفقراء وجل الشعب فقراء معدمين.
وكفانا ما عانيناه من مواكب الكبار لا أنسى أبداً كوبرى 15 مايو وما كان يفعله بى موكب نظيف وبآلاف البشر صباح مساء حتى يمر موكب الباشا بسلام ونحن واقفون نلعنه ونلعن العهد البائد والتاريخ.
ولا يجب أن ننسى أن مبارك وأبناءه وحاشيته الذين سرقونا حتى النخاع ونهبونا حتى القاع وكانوا يتعاملون كالفلاح الذى يقطف ثمارأرضه، فكانت مصر ملكاً خاصاً بهم ورثوه والشعب خادم غيرمطيع يجب تأديبه وقص أظافره أولاً بأول حتى لا ينسى أنهم أولى النعم وأصحاب الفضل عليه.
واليوم كفى عزب وتكيات وليطبق الوزير الجديد قراره بعدل وإنصاف وليسأل نفسه كيف يكون الحد الأقصى للأجور مثلا 25 ألف جنيه ويتمتع صاحبه بسيارات فارهة وسائقين وحراس خصوصيين والشعب يدفع الفاتورة بينما الحد الأدنى للأجور 1200 جنيه للفقراء إلتهمته زيادة الأسعار قبل أن يتم تطبيقه.
وليسأل الوزير نفسه ماذا يعنى أن يهان الشعب ويذل كل صباح ومساء عند ذهابه إلى عمله وعند عودته منه فلا يجد أتوبيس فاضى أو ميكروباص رخيص أو شارع غيرمزدحم ومايزال البهوات والبكوات أصحاب المواكب والسيارات الحكومية يزيدون الشعب ذلا فوق ذله ويزرعون الحقد والكره والغل والعداوة فى قلبه من جديد بعدما فقد الثقة مرة أخرى ولكن ستكون فيكم هذه المرة وإلى الأبد.
لا نريد من يستفز مشاعر الشعب بأن يجلس فى سيارة فخمة ملك للشعب يضجع فى الكنبة الخلفية يستمتع بالتكييف والكاسيت وسائقه الخصوصى يدوس الأجساد والرقاب وينظر الباشا من خلف الزجاج الفاميه إلى الحفاة العراة أصحاب الملابس الرثة الممزقة والجلاليب البلدى المهلهلة ومنظرالعرق والتراب يغطى الوجوه والأحذية ممزقة مغطاة بالطين ويخرج الباشا رأسه من الشباك، قائلاً "جاكم البلا مليتم البلد".
عدد الردود 0
بواسطة:
القاضي
برافو