د. طارق النجومى يكتب: زغردى ياللى مانتش خسرانه

الأربعاء، 27 يوليو 2011 03:43 م
د. طارق النجومى يكتب: زغردى ياللى مانتش خسرانه صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقد صرح رئيس الاتحاد بأن منتخب مصر لن يدربه إلا أجنبى.. وأبدى ضيقه الشديد من اعتذار أحدهم وقال إنه تلقى العديد من المكالمات من رجال الأعمال المخلصين أبدوا فيه استعدادهم الشخصى لتقديم ما يطلبه الاتحاد من دعم لاستقدام مدرب أجنبى كبير لنتربع على عرش أفريقيا من جديد.

كلمات تصيب من يقرأها بالحيرة والانزعاج إذا ماكان لديه بقية باقية من وعى وبصيرة.. هذه البقية التى أصبحت عبئا ومحنة لأى إنسان لم ينسق ولم يسقط فى مستنقع التفاهة الفكرية وانهيار الضمير.

أين رجال الأعمال الذين أقاموا مستشفيات ومساكن ومدارس ومعاهد..؟؟ فساد فى العقول وفساد فى الذمة والضمير.. تربيطات وتسليكات من خلال أفيون الشعوب الذى يمارس علينا من كرة وقنوات فضائية تبث ليلا ونهارا التخلف والعته وكل قبيح من السلوك والأفكار.

أين الشرفاء..؟؟ أين أصحاب العقول..؟؟ إننا نضيع بين الأقدام يأهل الحل والربط.. ذنبنا فى رقابكم سيسألكم الله عنا يوم القيامة.. لن يسألكم عن فريق مصر للكرة لماذا لم يصل لكأس العالم.

سيسألكم عن بلد فقير يعانى غالبية شعبه من مستوى اقتصادى متدهور.. بلد متهاو دخل القرن الواحد والعشرين وهو منهار تكنولوجيا.. لا يملك من مظاهر الحضارة إلا عمائر من الأسمنت من أبراج شاهقة وقصور مشيدة وسيارات ومصانع مستوردة بمكاينات وآلات لم نضع فيها صامولة ولا ترسا.

بلد تخلت فيه الدولة عن كل شىء يخص أساسيات حياة مواطنيها.. تخلت عن رعايتهم صحيا.. لم تهتم بوضع منظومة صحيحة لإدارة هذه المؤسسة التى تعانى من أقصى درجات التخلف ولم تستح من وضع يافطة مستشفى على بعض المنشآت التى لا تصلح حتى تكون شفخانة للحيوانات.

بلد تخلى عن التعليم فأغنياؤه ومستوروه تولوا تعليم أبنائهم بمعرفتهم وفقراؤه تركوا لعشوائيات نظام لا يختلف عن منظومة الصحة فى شىء.. مرتبات العاملين فى هاتين المؤسستين الحيويتين لا تشبع ولاتغنى عن جوع.. ثم يطلب منهم الإخلاص والتفانى فى العمل.. يطالبونهم بمراعاة الضمير وهم لم يروا ضميرا ولا ذمة فيمن يتعاملون معهم ويبخسون بضاعتهم فالتوى ضمير الكثير منهم.

بلد تخلى عن إيجاد مساكن لفقرائه فسكنوا المقابر.. دولة على رأسها بطحة فغضت البصر عن مواطنيها فتركتهم يقيمون العشوائيات.. دولة تخلت عن تمهيد الطرق ونظافة المدن فأصبحت القمامة والمخلفات والزبالة تحاصرنا من كل جانب.. عشوائية تقتحم الأسماع والأبصار.. أصيب معظم الناس بالبلادة.. أصبحت تلك المناظر من المسلمات التى لا تثير فيهم شيئا.

عشوائية فى الإدارة.. عشوائية فى وضع الخطط.. عشوائية فى اختيار القيادات.. عشوائية فى متابعة الأعمال.. أهدرت تريليونات كانت كفيلة بجعلنا بلدا متقدما متحضرا.. الفقر ليس فقر الفلوس، ولكنه فقر النفوس ونحن سلط علينا فقراء النفوس فوصل بنا الحال لما وصلنا إليه.

قامت ثورة 25 يناير واستبشرنا خيرا لبداية عهد جديد ولكن..! وياحسرتنا من لكن.. الحال كما هو وفكر التخلف والعته المنغولى مازال له الكلمة.. ذهبت السكرة وفرحة الانتصار وجاءت الفكرة وانقض الجميع يهبشون فى طبق فتة الوطن الكبير.

ضاعت الأغلبية الصامتة التى خرجت وحولت مظاهرة مطالبها محدودة إلى ثورة لإسقاط النظام.. عندما كتب للثورة النجاح عادت الغالبية التى أنجحت الثورة إلى أعمالها.. أما محترفو السياسة والسياسيون الجدد ممن ليس لهم عمل سابق يقتاتون منه وجدوا فى نجاح الثورة عملا لهم يمارسونه.. وظيفة معتصم وثائر ومضرب ومتظاهر.. أدواتهم لممارسة عملهم الجديد هى حنجرة قوية واحتراف الكلام والهتاف.. انقض هؤلاء وأولئك بأجنداتهم وتربيطاتهم وأصبحنا نعيش فى حالة من الفوضى.. أكل حق الأغلبية الصامتة التى تعود لبيوتها بعد الفراغ من أعمالها منهكة بعد عمل طويل.. أغلبية يتهكم منها الآن ممن يدعون الوطنية ويتاجرون بدماء شهداء سقطوا من بين رؤوس الملايين التى خرجت برصاص أعمى لا يختار هذا من ذاك.

نستهلك أنفسنا ليلا ونهارا فى مطالبات لا تحتاج لأن نطالب بها لأنه كان من المسلم به أن يهم بها بدون مطالبة من أول يوم.. محاكمة الفسادين والقتلة محاكمة علنية.. المطالبة المخلصة القانونية المنظمة بالأموال المنهوبة.. استرداد الأراضى المسروقة من عصابة على بابا وحواريهم.. تطهير جميع مؤسسات الدولة من الفاسدين الذين يسيطرون عليها.. وضع نظم جديدة وقواعد لإقامة دولة جديدة يقوم عليها الشرفاء والمخلصون.. أقصى درجات الحزم والشدة مع الخروج على النظام والقانون وقطع الطرق.. التعامل مع البلطجية والخارجين عن القانون بالحديد والنار.

إن مايحدث الآن من منظومة اللامنظومة من مواقف غير منطقية وشد وجذب وإرخاء لا يفهمه أى وطنى مخلص لبلاده لا يريد لها إلا الرفعة والانتقال بها لعهد جديد نغسل به عار سنوات طويلة ضاعت هباء.

لنفيق قبل أن نضيع.. الوقت لا يرحم.. عربة الوطن تسير إلى قاع المنحدر منذ زمن بعيد قادها فيه فاقدى الذمة والعهد.. فهل من منقذ..؟؟ هل من صاحب ضمير..؟؟





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عبداللطيف أحمد فؤاد

معاك حق يا دكتور طارق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود رسلان

جزاك الله خيرا على هذا المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

الله ينور

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الحمامصى

هاتقول وتعيد لمين

عدد الردود 0

بواسطة:

شهد

.

زغردى ياللى مانتش خسرانه

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان محمد البستانى

تحياتى اليك يا دكتور طارق

مقالة بيتكلم بصوت العقل بس اين العاقلون؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

د هاني ابوالفتوح

تعالى يا صديقي الغالي نجدف معا

عدد الردود 0

بواسطة:

د هاني ابوالفتوح

تعالى يا صديقي الغالي نجدف معا لنصل لبر الأمان

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

الفكر المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

ولاء المصري

كل عام وانت د. طارق وكل القراء ومصر بخير ان شاء الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة