د. أشرف بلبع

المعاكسة والمماطلة

الأربعاء، 27 يوليو 2011 08:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثورة قامت وطالبت من أول يوم بالتغيير الجذرى والتطهير الشامل للبلاد، فهل هذا ما نراه؟.. هل هو مجرد تخيل أن كل ما
تلقاه الثورة هو المعاكسة؟

نسأل هل يقر المجلس العسكرى من الأساس بأن ثورة قامت؟

أم هى انتفاضة تستحق مجرد إصلاح واضطراب يستلزم ضبطا ولملمة؟.. هل مازال المجلس العسكرى يكابر ويصر أن مطالب الثورة لم تصل لأسماعه، وأنها غير متفق عليها حتى أنها تختلط علية؟

أصدر المجلس العسكرى قانون مجلسى الشعب والشورى بالمعاكسة تماما لمشروع القانون الذى سلمه له التحالف الديمقراطى من أجل مصر، والذى يضم 28 حزبا، عندما
تجمع معظم القوى السياسية داخل التحالف وخارجة على
رؤية فيخالفها المجلس العسكرى على طريقة قل ما تريد
وأنا أفعل ما أريد، فهذا يعنى وبكل الأسف أن نفس مسالك
النظام البائد مازال يسرى.

السؤال لماذا المعاكسة؟ ولمصلحة من أيها المجلس العسكرى؟ ألا تعطل معاكسة كل المطالب الواضحة القاطعة للثورة وصول مصر لحالة الاستقرار الضرورى للانطلاق إلى الأمام؟.. ماذا يعطل كمثال، إقرار مشروع استقلال القضاء وهو جاهز؟.. ولماذا يكون الإصرار على بقاء التفتيش القضائى والطب الشرعى فى يد السلطة التنفيذية الممثلة فى وزير العدل؟.. هل لأنه الطريق الذى يكفل استمرار التباطؤ فى محاكمات رؤوس الفساد والقصاص من قتلة الشهداء؟

لماذا التجاهل لمطالب الثورة والتباطؤ الذى نلاحظه جميعا منذ يوم التنحى؟ ولمصلحة من؟.. كيف صدرت حركة المحافظين الأخيرة وكأنها صدرت فى عهد الرئيس المخلوع؟.. ولماذا يتم التمسك برموز سياسات العهد البائد فى الداخلية والقضاء والإعلام والحكم المحلى والجامعات.
لماذا يلاحظ الكثيرون أن الثورة المضادة تقوى ويقدم لها مزيد من المدد الإعلامى عبر رسائل مستترة طوال الوقت، حتى أن اللواء طارق المهدى اضطر للتداخل على الهواء، ليعنف هذا الاتجاه؟ لماذا يتم الترويج طوال الوقت لفكرة أن اعتصام الثوار سلميا فى أماكن محددة يعطل دوران عجلة الإنتاج، ويعوق الوصول للاستقرار؟.. أهذه خطة الثورة المضادة، أن ينقلب الشعب على الثوار باعتبارهم فوضويين بلطجيين عاطلين؟.. أليس من النبل أن تلتزم شريحة ناشطة من الشعب بحماية مسار الثورة من السرقة، أم المطلوب أن يشيح الجميع بوجهه فترحل باقى المطالب لثورة أخرى لاحقا؟

سيناريو الانقلاب على الثورة مكشوف أمام الجميع، فنرى التقرير عن التحرير يقابله روكسى بغض النظر عن الآلاف بالأول والعشرات بالثانى، وصلنا إلى "بنحبك يا مجلس عسكرى" بروكسى، بدلا من "بنحبك يا ريس فى ميدان مصطفى محمود"، وصلنا إلى رفع لافتة الاستقرار من أصحاب آسفين يا ريس، وبالمقابل هناك المعتصمون الفوضويون، تأكيد أن كل من يخلص لوطنه وخاصة الثوار الذين يملؤهم الاستعداد للتضحية من أجل مصر، هم جميعا طلاب استقرار ويملؤهم الافتخار بجيشهم ويحرصون عليه، لكن هذا لن يجعل أحدا منهم يجامل المجلس العسكرى الذى يدير البلاد سياسيا، فيتوانى عن نقده والضغط عليه ضمانا لعدم التباطؤ، ولا التجاهل لأهداف الثورة فى التغيير الجذرى والتطهير الشامل، ولا لحقوق شهدائها ومصابيها.

أخطأت قلة من الثوار وهددت بالتصعيد على أكثر من محور فإغلقت مجمع التحرير، فراجعتهم جماهير الثوار، وتم فتح المجمع، ورجوعهم عن خطئهم ولكن هيهات، فيتم تضخيم الأمر ليوصف الجميع بأنهم مخربون، والحقيقة أن الثورة كانت دائما سلمية متحضرة ومصالح مصر والمواطن المصرى فى قلبها، وستبقى قادرة على مراجعة أى تطرف فى حينه، هل مطالب التغيير الجذرى والتطهير الشامل بخطوات ناجزة محسوسة هى رجز من عمل الشيطان، ولا يخص إلا ناشطى الثورة؟.. لا وألف لا، هى تخص كل الشعب المصرى الذى ذاق الهوان وضياع الكرامة فى العهد البائد، هى تخص كل ملايين المصريين الذين هدروا فى الشوارع وفى الميادين.

المطالب قاطعة، ومتفق عليها من الملايين، ولا نكوص عنها أبدا، فلن نقوم كل يوم بثورة، لن نسمح للمعاكسة والمماطلة بسرقة مسار ثورتنا نحو التغيير الجذرى والتطهير الشامل تأسيسا لنهضة شاملة يذوق ثمارها كل المصريين، يمكرون وسيرتد مكرهم عليهم وخسئا لكل من يتهم جزافا قوى وطنية ناضلت وضحت من أجل وضع مصر على طريق الثورة على الظلم والاستبداد، وألف تحية للنبلاء الذين يحرسون المسار.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

راضى احمد

......

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة