فى سنوات بعيدة كنا ندرس فى مقرر المواد الاجتماعية بلدان الوطن العربى، كل بلد اسمه ولون علمه، وموقعه ومناخه، صادراته ووارداته، تغيرت المقررات الدراسية ولم يعد يتم تدريس ذلك، وتغير مناخ مصر تمشياً مع نهج التربية والتعليم، وتغيرت الصادرات تلك التى كان القطن يعتلى فيها مكانة أولى ومتميزة، صرنا نصدر أشياء مختلفة، نصدر البطاطس لأوروبا، وتصل فى بلادنا ثمنها إلى ثلاثة جنيهات وتزيد، هذه البطاطس التى كانت طعام من لا طعام له فى أزمان بعيدة، المهم صدرنا البطاطس وحرمنا منها فقراءنا وصدرنا الغاز إلى العدو لينيروا بيوتهم ويشغلوا مصانعهم، وكالعادة لم نبال بفقرائنا هؤلاء الذين وصلت أنبوبة البوتاجاز فى بعض المناطق إلى 15 جنيها، وربما يزيد تبعا لمستوى المنطقة، لنقول إنها سياسة عليا يُمتنع على البسطاء من أمثالى مناقشتها..
ليكن دعونا لا نناقش سياسة التعليم التى تتردى بمرور الوقت، ولا نناقش السياسة الزراعية لمصر التى تفسد أيضا بمرور الوقت، لتتحول الخريطة الزراعية بشكل مختلف وبمرور الأيام تختفى ثمار من خانة الصادرات وتظهر بغتة فى خانة الواردات، لن نناقش كل ذلك ونترك هذه الأمور للوزراء الذين صرح أحدهم وهو الدكتور على السلمى لجريدة اليوم السابع "إن لديه خطة لزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية فى الفترة القادمة، إلا أنه لن يكشف عنها إلا بعد تشكيل الحكومة الجديدة وأداء اليمين الدستورية"، وكأن خطته مثل امتحانات الثانوية العامة لن يعرفها أحد إلا بعد توزيع ورقة الاجابة وبداية اللجنة، ولا أفهم لماذا لا يقدم كل وزير قبل أدائه اليمين الدستورية خطته لإصلاح حال الوزارة المرشح لها وبعد دراسة هذه الخطة يتم تأكيد ترشحه أو خروجه من الترشح، لكن أن تُترك الأمور هكذا كل واحد يعمل اللى فى دماغه أظن أن ذلك لا يحقق أى تنمية، فالتنمية يلزمها تخطيط أولا، هذا عن الخطط التى لن يعلنها الوزراء لا قبل أدائهم اليمين ولا حتى بعد أدائهم اليمين، كما أننى لم أقرأ برامج الانتخابية للساجة المرشحين لرئاسة الجمهورية، كل ذلك سوف نتركه جانباً ولن نناقشه الآن، ونعود لصادرات مصر ربما تشمل خطة التربية والتعليم إعادة النظر لمحتوى المناهج الدراسية الذى بات خاليا من المواد التى تغرس الانتماء وتؤكد على الهوية لدى أطفال هذا البلد.
الثورة هى أحدث صادرات مصر إلى كل دول العالم، فلم تكن واقعة فصل الطالب المصرى الذى سأل معلمه فى الكويت هو أنتوا ليه ما بتعملوش ثورة، هى الأخيرة، للتوالى وقائع تصدير الثورة وانتشار حالات رعب فى العديد من الدول التى تتشابه أنظمتها بدرجة أو أخرى مع النظام السابق، فقد تم احتجاز الناقد الدكتور محمد فكرى الجزار فى السعودية على خلفية اجتزاءات من تعليقاته عبر الموقع الالكترونى الفيس بوك تؤيد الثورة، وحتى الآن يجرى التحقيق معه، حتى الآن يتم معاقبة المصريين بالخارج عن الثورة، الجديد أنه بدأ يتم معاقبة آخرين فثمة خبر عن اعتقال نشطاء من زيمبابوى إثر حضورهم ندوة عن الدروس المستفادة من ثورة الياسمين أو ثورة 25 يناير، وأنباء أخرى عن اعتقال الشرطة الصينية عددا من أبرز الناشطين الحقوقيين بعد نشر دعوات على الإنترنت للتظاهر فى 13 مدينة إحياء لثورة الياسمين واستلهاما منها.
ولن تكون هذه الأنباء الأخيرة أيضاً، هذه الأنباء لماذا لا تحرك المصريين لمعرفة الدروس المستفادة من الثورة، حيث من الظاهر للعيان أنه حتى الآن لم يلتفت أحد لهذه الدروس، مازال تعيين الوزراء واختيارهم يتعلق بأسباب غير معلنة، ولا أفهم لماذا عندما تقوم الحكومة بتعيين شخص فى مناصب الدرجة الأولى تطلب منه خطة لتطوير العمل وتكون هذه الخطة أحد مسوغات التعيين ولا يتم ذلك فى المناصب الأعلى، لماذا علينا أن نأتى بوزير ونحمله هم الدنيا كلها ونرى ماذا سيفعل ثم نقوم بمحاكمته ظلماً أو عدلاً مقارنين منجزاته فى الوزراة التى يشغلها، وكلنا يعرف أن الكثير من الوزرات والهيئات تحفل بمستويات متعددة من الفساد وأن أى مسئول مهما كان سيواجه صعوبة فى إزالة الفساد من جذوره دفعة واحدة وإلا فإنه سيخالف القانون بالضرورة، أو يقوم بالتحقيق مع كل الموظفين، وهنا حقا تتوقف عجلة الانتاج المركونة من فترة والناس بتدور عليها.
الحقيقة أن هناك عدداً من التساؤلات التى لابد أن تجد إجابات واضحة وسريعة، فالمعتصمون فى التحرير وصلوا إلى هذا الحال لأنهم لم يشعروا بتغيير لم يحصلوا على حقوقهم ولا يعرفون موعدا لتنفيذ طلباتهم والوفاء باحتياجاتهم، فإذا كانت من أهم أسباب الثورة الشعور بالظلم والفساد، فإنه من الأسباب الخفية أيضا عدم وجود شفافية فى العمل، الشفافية التى تقضى على كل مسئول أن يعلن عن خطة عمل، ويقدم تقارير دورية تفيد بحجم المنجز من هذه الخطة، وليس من المطلوب أن تكون كل الخطط علنية بشكل كامل، فأحيانا قد تضر هذه العلانية باستمرار الخطة، ولكن على الأقل تكون هناك خطط ثم بعد ذلك نناقش مستوى تداولها ومدى إتاحة كل أو جزء منها.
فالعجب كل العجب أن يعكف الآخرون على دراسة ثورتنا للاقتداء بها بينما نحن لم نتعلم بعد، ولنا فى وزراة الداخلية مثالا لا يقبل المناقضة، فوزراة الداخلية بممارساتها السابقة كانت الشرارة التى أشعلت الثورة فى نفوس الجميع وظلت تزيد من نارها بالقلوب حتى انفجر الناس، ورغم كل التغيرات التى تحدث وتولى أكثر من وزير هذه الوزراة إلا أن الأمن لم يعد إلى الشارع وأصبحنا نسمع عبارة لأول مرة فى مصر التى ذُكرت فى القرآن الكريم بالأمان الآن تسمع من يقول "الدنيا مش آمان"، هذه العبارة أسمعها فى مستويات عديدة ومن أفراد مختلفى الوعى والثقافة والتعليم.,
من المسئول عن البلطجية الموجودون على الطرق السريعة يسرقون ويهددون، ومن المسئول عن ظهور التكاتك فى الشوراع الرئيسية وفى مناطق لم يكن يخطر ببال أحد أن ترى فيها توك توك كشارع شهاب وشارع سوريا فى المهندسين وميدان الجيزة وغيرها.
الأمر يدعو للتوقف، لماذا دوما نصدر ما نحتاجه فى بلادنا؟ أليس الأولى بالوطن ومواطنيه أن ينعموا بخير بلادهم أولاً؟ ألا يستحق هذا الوطن أن نرفع من بنيته فى كافة القطاعات؟ أن نحمى مواطنيه ليحيوا حياة كريمة فى بلاد يقال لها أم الدنيا؟
كلها تساؤلات تظل فى العقل ولا وقت للإجابة؟ لأننا منشغلون بحالات التسكين اللحظى، وظهر تيار يعمل ليأخذ حقه بيده، هناك من يشعل خطوط الغاز الواصل لإسرائيل وآخرون يقطعون المياه التى تروى ملاعب الجولف لأن أراضيهم مضارة وتحتاج زراعتهم للرى، وغداً ماذا يحدث؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الناصر سعد محمد عبد النبى
يارب حد يطمنى على رجوع شغلى
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الناصر سعد محمد عبد النبى
يارب حد يطمنى على رجوع شغلى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
الانبوبه من شهرين كانت ب25 جنيه فى حيينا الشعبى
يا استاذة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسكندراني
انتي متجوزة
هههههههههههههههههههههههه