هل أصبحنا نخشى طرح أسئلة، هل باتت عقولنا ترفض كل ما له علاقة بضرورة إعمال العقل؟ خصوصا كلما اقترب الأمر مما جرى العرف على تسميته بالمحظور أو التابوه؟ أعتقد أن هذا هو حالنا, ويبدو أن كل شىء فعلا أصبح يرجع للخلف؟ أطرح هذه التساؤلات، لأننى لم أتخيل حجم النقد الذى تعرضت إليه، عندما تساءلت عن موقف الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية من مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية»، ورفضه الشديد لعرض المسلسل فى شهر رمضان الكريم، وتصعيد الأمر من جانب نقابة الأشراف والتى هددت بملاحقة المسلسل على كل الفضائيات العربية التى ستصر على عرضه، ماالذى جعلنا نصل إلى هذه النقطة من الرفض والصدام والخوف من إعمال العقل؟ وكل ما طرحته وتساءلت حوله قائلة مادام هناك اختلاف بين الأئمة والمشايخ فى العديد من الدول العربية حول ظهور الصحابة وتجسيد شخصياتهم، فالاختلاف يفسر لصالح الإبداع والعمل، مؤكدة أننا أمام جيل جديد من الشباب والمراهقين يأخذون معلوماتهم من الصور المتلاحقة والتى باتت تحاصرنا من الفضائيات ومواقع الإنترنت، جيل من الصعب على الكثيرين منهم أن يذهبوا إلى المكتبة ويستخرجوا كتابا، للبحث فى فترة تاريخية شديدة الأهمية من التاريخ الإسلامى، هذا ماطرحته فى المقال الماضى، إلا أن أغلب التعليقات والتى جاءت على المقال ركزت على مطالبتى فقط للأزهر بأن يعيد النظر فى مسألة رفضه،دون التركيز على منطق الطرح، ورغم احترامى لجميع القراء، الذين اتفقوا أو اختلفوا معى وهم الأغلبية، مازالت أصر على رأيى وهو الانتصار للإبداع، والتأكيد على ضرورة التفكير وأخذ الأمر بمنطق الزمن الذى نعيش فيه، المسلسل إذا تم منعه فى مصر سيعرض على العديد من القنوات الفضائية وسيشاهده الملايين من المصريين رغم أنف قرار المنع، وسيفرض نفسه إذا كان عملا فنيا جيدا وسيثير الجدل والنقاشات حول فترة تاريخية مهمة، نحتاج الآن إلى مراجعتها لأنها تحمل الكثير من الإسقاطات، على ما وصل إليه حالنا من انقسامات واختلافات.
ولا أعرف هل نسينا أم نتناسى ما حدث مع فيلم الرسالة للمخرج السورى العالمى مصطفى العقاد، والذى ظل يعرض على كل الفضائيات العربية، فى حين أنه ظل ممنوعا من العرض على التليفزيون المصرى وقنواته المختلفة لسنوات طويلة، وفى النهاية أجيز عرضه؟ ورغم كل هذا اللغط حول العمل إلا أننى أعلنها صراحة: أنا مع عرض المسلسل وأنتصر لحرية الإبداع، ومع القنوات الفضائية التى تصر على موقفها، ومع فتاوى الشيوخ المستنيرين وعلى رأسهم الشيخ نصر فريد واصل، الذى أعلن موافقته على العمل مع الشيخ القرضاوى وطارق سويدان.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
إبراهيم الجارحى
خير الكلام
عدد الردود 0
بواسطة:
إبراهيم الجارحى
خير الكلام
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق سليمان
ينفع ممثل أو ممثلة يطلع فى دور مقلدا تلك الشخصيات العظيمة .. ثم ...
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh
خليكى فى حالك
عدد الردود 0
بواسطة:
zolipep
هنك فرق بين الحرية والانفلات
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم
تعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
هيثم عبد الشاكر
لعن الله من أيقظها
عدد الردود 0
بواسطة:
مش مهم
هناك فرق
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف شعبان
إبن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف شعبان
معاوية رضى الله عنه