محمد حمدى

الثورة ليست أولاً

الإثنين، 25 يوليو 2011 09:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ الجمعة 8 يوليو رفع المتظاهرون والمعتصمون فى التحرير شعار "الثورة أولاً"، وبات الشعار يتكرر فى عدد من ميادين مصر، وعلى ألسنة عديد الناس على شاشات الفضائيات وفى الصحف، ربما دون حتى محاولة لفهم ماذا يعنى هذا الشعار.

الثورة ليست هدفا فى حد ذاتها، ولا هى غاية يسعى إليها الناس، وإنما هى وسيلة لتغيير السياسى والاجتماعى والاقتصادى، وبالتالى لا يمكن أن تكون الثورة أولاً، ومن ثم تصبح بعد ذلك أولا وأخيرا، ولا يثور الناس من أجل الثورة، وإنما يثورون لتحقيق أهداف معينة، لذلك حين يختزل الناس أهدافهم فى مجرد الثورة، فإن هذا يعنى خطأ فى التوجه، ومن ثم فى الحركة الناجمة عن هذا التوجه، والداعمة له والتى تحقق أهدافه.

الثورة لم تكتمل فى مصر، ليس فقط لأنه حتى تكتمل الثورة يجب أن يحكم من قام بها، ولكن لأن الفعل الثورى فى مصر لم يفرز قيادة حقيقية له، ولم يحظ من يتحدثون باسم الثورة، وهم كثر على تفويض أو شبه إجماع من الشعب للحديث باسمهم، أو باسم الثورة.

وكان من المفترض فى اللحظة التى قرر فيها الرئيس السابق التخلى عن سلطاته ونقلها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، من غير سند من الدستور أو القانون، أن يرفض الناس فى ميادين مصر هذا التكليف باعتباره غير دستورى أولا، ولأنه يعنى انتهاء الفعل الثورى، ونقل إدارة البلاد للمجلس العسكرى، وهو أحد السلطات الرئيسية فى نظام سابق كان يفترض تغييره.

ولأن هذه اللحظة كانت فارقة فى تاريخ الفعل الثورى، ولأنها أدت إلى فترة انتقالية يديرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة نيابة عن الشعب، وليس الشعب نفسه الذى خرج إلى الشوارع، فقد شعر من فى التحرير الآن أن ثورتهم قد تمت سرقتها، لكن هذا الشعور جاء متأخرا جدا، وبالتالى ارتفعت شعارات مثل ثورة الغضب الثانية، والثورة أولاً، أى إعادة الفعل الثورى إلى محطته التى توقف عندها فى الحادى عشر من فبراير، وهو اليوم الذى تخلى فيه الرئيس السابق عن سلطاته وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد.

المشكلة الأهم أن الزخم الشعبى الكبير والملايين التى كانت فى الشارع حتى الحادى عشر من فبراير اقتنع قسم كبير منها أن خروج الرئيس السابق من سدة الحكم هو أقصى ما كانوا يأملونه، وبالتالى لم يعودوا راغبين فى النزول إلى الميادين، أو فى الانضمام إلى ثورة غضب ثانية، ولم يعد شعار الثورة أولاً مقنعا أو محفزا لهم، وبدلا من ذلك أصبح لدى عامة الناس شعار مصر أولا هو الراجح والأهم وما يسعون عليه.

لست ضد من يرغبون فى استكمال تحقيق أهداف ثورتهم، أو من أفاقوا مؤخرا واكتشفوا أن الفعل الثورى لم يكتمل وهم يريدون اكتماله، لكن الأهم للطليعة الثورية أن تعى مطالب الناس حولها، فمن خرجوا لإزاحة الرئيس السابق يريدون أن تنتهى المرحلة الانتقالية بأسرع ما يمكن، ويريدون إعادة بناء الدولة، ويريدون نضج العملية الديمقراطية عبر الانتخابات العامة، ويريدون العودة لحياتهم وأعمالهم، وإلى شئونهم اليومية التى تعطلت كثيرا.. ومن هنا لا تبدو الثورة أولا مطلبا ولا غاية ولا حتى وسيلة لدى الكثيرين الآن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السيد

تحيه للكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

الحمد لله إن الثورة لم تكتمل

waleed_abohazem@yahoo.com

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

عفوا أستاذ محمد بدون تعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامة الابشيهي

اختلف معك فى بعض الامور

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

بدون تعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد المصرى

للاسف الشديد كلامك على قدر كبير من الصحه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة