أجمل ما فى ثورة 25 يناير أنها بكر لا أحد يستطيع احتكارها لنفسه أو الادعاء بامتلاكها منفردا، مع ذلك لا تكف محاولات اختطافها أو الانقضاض عليها واغتصابها وقطف ثمارها.
اعتدت أن أنزل الميدان بانتظام منذ المرة الأولى التى انضممت فيها إلى موجات الطوفان البشرى التى عبرت شوارع القاهرة يوم جمعة الغضب إلى التحرير، ثمة اختلاف واضح طرأ على المكان والوجوه فى الوقت الراهن، كلاهما تغيرت ملامحه حتى الشعارات تباينت، منصات متناثرة فى كل مكان يعلوها شباب بعضهم يغنى لمصر، والآخر يصب جام غضبه على حكامها، أناس يتجولون بأطفالهم، وباعة جائلون منتشرون فى كافة الأرجاء، تستوقنى أحاديث عاقلة لبعض الشباب، وأخرى تريد إحراق البلد، فأشعر بالخطر وأبتعد.
الميدان الذى شهد أهم ثورة فى التاريخ الإنسانى تحول إلى ساحة للصراع واستعراض القوة بين التيارات السياسية على اختلاف توجهاتها.. ليبراليون، يساريون، اشتراكيون، إسلاميون، وحتى ملحدون، الجميع يتنافس لاغتصاب ثورتنا، يريد فض بكارتها واغتيال براءتها.
منذ أسابيع قليلة دعا الليبراليون إلى جمعة الدستور أولا، فوقف الإسلاميون يسخرون من أعدادهم ورفضوا مطالبهم، وقرروا تنظيم مليونية الشريعة يوم الجمعة القادم لرفض المبادئ الفوق دستورية، وقف قادتهم فى ساحات وسائل الإعلام يتوعدون ويعلنون أن مليونيتهم ستكون كاسحة، ومعبرة، وستخرس خصومهم.
المعركة بدأت ملامحها تتضح، وهو ما جسده هجوم الجماعة الإسلامية الحاد على المعتصمين بالميدان، إذ وصفتهم بالبلطجية والمأجورين الذين يهددون مصالح البلاد، وطالبت كل الإسلاميين بالاحتشاد فى التحرير يوم الجمعة المقبل، للحفاظ على أمن مصر وهويتها الإسلامية من العلمانيين والماركسيين.. اتهامات متبادلة بالتخوين والانقضاض على السلطة، ينعت بها كل فصيل سياسى الآخر تزكى نار الحقد بين الجميع.
هذه المرة أشعر بالخطر الحقيقى: ماذا لو احتك الجانبان؟ فالهدف ليس واحدا، لم يعودا حمائما بل خصوما، سيلتقون فى نفس المكان الذى جمعهم ذات يوم يهتفوا لمصر، الإسلاميون يطالبون بالانتخابات أولا وحسب، وبالطبع سيرد معتصمو التحرير، بل الدستور أولا، وسيمعن الإسلاميون فى العناد ويرفضون المبادئ الحاكمة، فيغيظهم اليساريون رافضين التنازل لتشتد المنافسة، وربما يحدث ما لا يحمد عقباه وتقع غزوة الشريعة أو موقعة الحجارة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام
بكارة 25 يناير
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم
نعم الثورة سرقت
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق سليمان
لا تخاف و مصر إسلامية إن شاء الله