عجيبٌ أمر الأسد.. الذى يُعلن عن الإصلاح فى بلاده صباحًا ويَقتل شعبه ليلاً.. والأعجب منه الصمت المريب من قِبل القادة العرب على ما يجرى فى سوريا من مجازر ومذابح.. والشعب السورى يخرج بالليل والنهار فى الشوارع يهتف بسقوط الطاغية.
المثير أنَّ هناك من ينبرى للدفاع عن طاغية مستبدٍ، قتل شعبه وانتهك حقوقه وكرامته، والمفاجأة كانت من موْقف الدكتور نبيل العربى، والذى قدَّم نموذجًا رائداً كوزير خارجية لمصر بعد ثورتها المجيدة؛ بإتمام المصالحة الفلسطينيَّة وفتح معبر رفح، وقد أعاد مصر إلى موقع الصدارة والريادة؛ لكن تبدد كل ذلك وهو يدافع عن الأسد، مؤكدًا «أن سوريا دخلت مرحلة إصلاح حقيقى، ونحن نولى أهمية كبرى لاستقرار سوريا وكل دولة عربية»، بل يستنكر التدخل فى شؤون سوريا بقوله: «لا يحق لأحد سحب الشرعيَّة من أى زعيم.. والأمانة العربية تلتزم باستقرار كل الدول العربية».
أولاً: هذا ليس تدخلا فى شؤون سوريا؛ لأنَّ الأسد فَقَدَ شرعيته بخروج شعبه عليه فى مظاهرات تتواصل بالليل والنهار، وتحول الأسد إلى سلطة غاشمةٍ، سلب السوريين كل حقوقهم الإنسانيَّة من حرية وغيرها، بل سحقهم بالدبابات والطائرات لمجرد خروجهم فى مظاهرات سلميَّة، وأطلق عليهم الشبيحة لقتلهم وسحلهم فى الشوارع، وانتهاك أعراضهم، والصور على شاشات التلفاز لا تكذب، والمواطن السورى حمزة الخطيب الذى مزقوا جسده بطريقة بشعة خير دليلٍ.
ثانيا: أى إصلاح ذلك الذى دخلت فيه سوريا والأسد يقتل شعبه ويطاردهم بالمدافع وعلى الحدود؟! أى إصلاح والرجل مكث عقدًا كاملاً من الزمان على كرسى السلطة لا يسمع لأحد؟! وحالُ سوريا يسير من سيئ إلى أسوأ داخليا وخارجيا.. أين المقاومة والممانعة وهو لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان الصهيونى المحتل للجولان؟!
هو أسد على شعبه فقط! أما فى الحروب، أما فى المواجهة، فحدث ولا حرج.. فضلاً على أنّه لا يقيم وزنًا لشعبه الذى لم يختره ولم ينتخبه، بل وَرِث الحكم عن أبيه، وقد تحولت سوريا من جمهورية إلى ملكية، وكادت العدوى أنْ تنتقل لمصر لولا بسالة الشعب المصرى الذى أطاح بمبارك.
لكن جبروت وطغيان حافظ الأسد على شعبه الذى ظل يحكم بالحديد والنار، وقَتَلَ 30 ألفًا فى بضعة أيام فى حماة وحدها، حال دون انتفاضة هذا الشعب السورى الأبى.. ها هو اليوم يخرج كالمارد من القمقم ليسترد حريته وكرامته.
ثالثًا: أليس من مهمة الجامعة العربية حماية الشعوب؟! أم هى لحماية الحكام؟!! الشعب السورى يُواجه كل اليوم الموت بصدور عاريةٍ، الآلاف هجروا منازلهم إلى تركيا والأردن ولبنان، فماذا تنتظر الجامعة العربية أكثر من ذلك؟!
كنا نأمل من الدكتور نبيل العربى أن يكون أكثر شجاعة على الأقل فى مطالبة النظام السورى بدخول وسائل الإعلام الحرة والعربية لمعرفة ما يجرى من انتهاكات للشعب السورى؛ لأنَّ وسائل الإعلام ممنوعة والإعلام الرسمى يزوِّر الحقائق.
إنَّ الدعم السياسى لبشار الأسد يعنى شيئًا واحدًا، هو استمرار المجازر فى سوريا واستمرار الدماء التى تتدفق من الشعب السورى، الذى يرفض حكم وطغيان بشار الأسد.
الدعم الحقيقى من الجامعة العربية يجب أنْ يكون بالوقوف إلى جانب الشعب السورى، ومطالبة الرئيس الأسد بالتنحى الفورى، كما أُجبر مبارك على التنحى.. وإذا لم تتحرك الجامعة العربية ومصر لمساندة الشعب السورى فى التخلص من نظام الأسد، فإنَّ العالم سيواجه كارثة إنسانيَّة فى سوريا.
فالربيع العربى الذى انطلق من تونس وأشعل وقوده «بو عزيزى» لن يتوقف عن اقتلاع الظلم والديكتاتورية والاستبداد، فالشعوب العربية عرفت الطريق إلى الشوارع والميادين، ولن تعود دون استرداد حريتها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ع م الجزائر
لا يلدغ المؤمن من الحجر مرتين
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو النور شلول
أحلى كلام والنظام السوري ساقط لا محال
عدد الردود 0
بواسطة:
foula
الاسد سيسقط
عدد الردود 0
بواسطة:
بوب
يسلم فمك
الله عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
يا للكذب
عدد الردود 0
بواسطة:
سوري شبيح
قلتلي نعامة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري أسد
السويورن أبطال والاسد نعامة
عدد الردود 0
بواسطة:
rws
rws
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير السورى
سوريا ....ربيع التغير