دعت صحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم الأحد، النرويج إلى ضرورة مواجهة التهديدات المتطرفة، قائلة إن الثروة والاستقرار السياسى لم يقوما بحماية هذا النموذج من الديمقراطية الاجتماعية من التوترات الناجمة من الهجرة.
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لبلد تحولت إلى ديمقراطية مستقرة على مدار عدة عقود، فإن ارتكاب مذبحة ذات دوافع سياسية من قبل أحد مواطنيها، فإن الأمر يعد غامضا ومبهماً. فالنرويج دولة غنية لا يوجد عليها ديون تقريباً وتحقق عائدات من النفط تقدر بحوالى 21 مليار جنيه إسترلينى كل عام، ولذلك فهى تعد نموذجاً لديمقراطية اجتماعية حديثة. ونتيجة لحفاظها على معدلات عالية فى مجالى الرعاية الصحية والتعليم، تم تصنيفها كواحدة من أكثر الدول "سعادة" فى العالم من قبل منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية.
وأصبحت النرويج ينظر إليها باعتبارها وجهة يقصدها الكثير من المهاجرين وأن ما يفوق على 11% من السكان الحاليين هم من المهاجرين، إلا أن هذه النسبة المتزايدة فى أعداد المهاجرين لم ينجم عنها مخاوف بشأن التماسك الاجتماعى والإرهاب داخل المجتمع النرويجى مثل تلك التى تم الإعراب عنها فى دول غربية أخرى وربما تنبهت النرويج لزيادة المشاعر المناهضة للمهاجرين داخل مجتمعها ولكنها لم تعر ذلك الشعور اهتماما كبيرا أو تعتبره معضلة حقيقية.
وأظهر التقييم السنوى بشأن تهديدات إرهابية محتملة الصادر فى شهر يناير الماضى أن أجهزة الأمن النرويجية أفادت بارتفاع نشاط "جماعات اليمين المتطرف واليسار المتطرف داخل النرويج خلال العام الماضى.. إلا أنها خلصت بأن تلك الجماعات لا تشكل تهديدا حقيقيا على المجتمع النرويجى فى عام 2011".
ولكن قضية اندريس بيهرينج بريفيك المتهم فى تفجيرات النرويج قد تستوجب إعادة النظر بعناية شديدة من قبل النرويجيين، وتشير الدلائل إلى أن بريفيك ينتمى إلى التيار اليمنى المتطرف ويحمل كراهية شديدة لحزب العمال المحسوب على التيار المعتدل، فضلا عن احتمال كونه عضوا بحزب التقدم وهو حزب يمنى من أنصار وقف باب الهجرة إلى النرويج نهائيا، تم تأسيسه فى 1970 ويعد ثان أكبر الأحزاب فى النرويج.
انفجار النرويج
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة