خدمة المرأة لزوجها ليست فرضاً عليها، ولكنه كرم منها وفضل، لكن المتعارف عليه فى المجتمع الشرق أوسطى، وخاصة فى الدول الفقيرة، أن خدمتها لزوجها فرض عين عليها، ويجب عليها القيام به شاءت ذلك أم أبت.
المرأة منذ نعومة أظفارها، تربى فى بيت أهلها على خدمة زوجها وطاعته، وتشب وتترعرع على هذا، مما يجعلها متقبلة له، وتؤديه على أكمل وجه.
بعض أهل الزوج يطلبون من زوجة ابنهم خدمتهم، رغم أن هذا الأمر غير مرغوب فيه، وغير مألوف بالنسبة لها، وليس من حقهم، وكثير من الزوجات يرفضنه بشدة، مما يسبب لها مشاكل كثيرة، لا حصر لها ولا عدد، بينها وبين زوجها، وبينها وبين أهل زوجها.
جلست مع أحد الشباب، وكنت دائماً أراه مبتسماً مسروراً، لا يحب الغضب، حتى أن أصدقاءه يصفونه بـ«المرح» لأن البسمة دائماً لا تفارق محياه، وفى هذه المرة كان مكتئباً حزيناً، فسألته: ما بك؟ فقال: أخواتى يفتعلون المشاكل مع زوجتى، ومنذ أن تزوجت ودخلت زوجتى المنزل، يتعاملون معها على أنها خادمة لهم وليست زوجة أخيهم الأكبر.
فقلت له: هذا ليس من حقهم، فأخواتك مخطئون فى حقها، لأن خدمة المرأة لزوجها لم ينص عليه قرآن ولا سنة، وهى تتفضل به على زوجها، لأن العرف أقره، أما خدمتها لأخواتك ليس بفرض عليها ولم يقره الدين ولا العرف، فإذا قامت به فجزاها الله خيراً، وإن لم تفعله فهذا شأنها وهى حرة فيه.
فقال: أنا أعلم ذلك جيداً، وأخواتى أيضاً. فقلت له: إذاً المشكلة محلولة، فلماذا يطالبونها أن تخدمهم؟ فقال: يحتمون بأمهم، لأنها دائماً تقف معهم حتى لو كانوا مخطئين.
قلت له: إذاً المشكلة فى أمك أكثر من أخواتك، فحاول أن تقنعها أن زوجتك ليست خادمة لأخواتك، لأنها أصبحت أحد أفراد المنزل، ويجب احترامها، واسألها إن كانت توافق على أن يخدم بناتها أهل أزواجهم بعد الزواج أم لا. فقال: بالطبع ترفض ذلك رفضاً قاطعاً.
قلت له: إذاً، فإقناعها سهل، لأنها ترفضه أصلاً مع بناتها، وعليها أن تعتبر زوجتك ابنة لها، وتتعامل معها على هذا الأساس، وإن شاء الله ستقتنع، وستهدأ الأمور.
مازال هذا الشاب فى حيرة من أمره، ويحاول إقناعهم بشتى الطرق، ولكن مازال هناك شد وجذب بين أمه وزوجته، وبين أخواته وزوجته، مرة يهدأون ومرة يتشاجرون.
مشكلة هذا الشاب ليست فردية، وتحدث فى كثير من المنازل، وتنغص على الأزواج حياتهم، على الرغم من عدم وجود أى مشاكل شخصية بينهما، لأنه يحبها وتحبه، ويحاول إرضاءها وتحاول إرضاءه، ولكن تدخل الأهل بينهما هو ما يجلب لهما المشاكل، خاصة لو كان للزوج أخوات فى سن زوجته، تحدث عندهم غيرة منها، ودائماً ما يحقدون عليها، ويحاولون أن ينغصوا عليها حياتها، ولا يدرون أنهم بذلك يضرون أخاهم الذى هو جزء منهم.
نصيحتى لهذا الشاب ومن يمر بظروفه، أن يحاول إقناع أبويه بأن يعتبروا زوجته ابنتهم، ومهما علا حبه لها فلن تأخذه منهم، وأن يحث أخواته على صداقة زوجته، وأن يعتبروها أختاً لهم، وليست دخيلة عليهم، وإذا لم تحل مشاكلهم مع زوجته، فعليه أن يبحث له عن مسكن آخر بديل بعيداً عن أهله، لكى يستقر وزوجته ويفتحوا صفحة جديدة، دون أن يقاطع أهله، لأنهم سبب وجوده فى هذه الحياة، ولن يسامحه الله إذا قاطعهم، لأن من قاطع رحمه قطعه الله.
أسأل الله تعالى أن يصلح حالنا، وأن يصلح ما بيننا وبين أرحامنا، وأن يقوى الروابط الأسرية بيننا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
معاك حق يا ابو العز
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء المصري
كلام معقول
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
اضم صوتي لصوت الاستاذه ولاء المصري
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
اضم صوتي لصوت الاستاذه ولاء المصري
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
احترامنا للزوج وأهله هو احترام لذاتنا
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
الاستاذه سحر الصيدلي
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
الاستاذه سحر الصيدلي
عدد الردود 0
بواسطة:
رجل يكن كل الاحترام للزوجة
تقديرا واحتراما الى السيدة الفاضلة / سحر الصيدلي
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
ألف ألف شكر أستاذ أكرم على كلامك الجميل
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
لك احترامي وتقديري