فى استضافة الإعلامى وائل الإبراشى، مقدم برنامج الحقيقة، جلس ضيفه الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التضامن والعدالة الاجتماعية بمظهر(يا أرض اتهدى ما عليكى أدى)، فجلس ممددًا على كرسيه واضعًا ساقا فوق ساق، رافضاً أى تعليق من المتصلين، مستنكرًا ما عرضه فريق إعداد البرنامج من تقارير مصورة مع جماهير الشارع المصرى أجمعوا فيها جميعا على رأى واحد وهو أنهم يعانون الأمرين فى الحصول على رغيف الخبز وأسطوانة الغاز وأن السلع التموينية المقرر صرفها على بطاقة التموين لا توزع بانتظام ولا تتوافر بشكل كامل لدى الموزعين وصدق المتصلون تليفونيا على نفس الحوار سواء المستهلكون أو التجار من أصحاب محلات البقالة المختصة بتوزيع السلع التموينية.
ولكن الوزير رفض وبشدة كل هذه الأقوال وامتد رفضه لهذه الأحداث لدرجة أنه ألقى بالتهم على مقدم ومعدى البرنامج بأنهم غير موضوعيين وأنهم قاموا بالتصوير فى منطقة واحدة وأن هذه التقارير لن يعتد بها لأنها لم تشمل مناطق مختلفة من الجمهورية وأن هذه المشكلات قد تكون موجودة فى بعض القرى، ولكنها بالطبع ليست القاعدة فى جميع أرجاء البلاد، وأن مقدم البرنامج يسعى لإغضاب المواطنين ويحثهم على الترحم على سياسات الحزب الوطنى!! جميعنا نعرف أن تركة الوزارة الحالية هى تركة مثقلة بحصاد ثلاثين عامًا من الفساد وأن أياً من هؤلاء الوزراء لا يملك العصا السحرية التى يغير بها الأحوال ويصلح بها أحوال البلاد، كما أننا جميعا على قناعة تامة بأننا جميعا شركاء فى المسئولية وأن علينا من الأعباء ما يجب تحمله وأن علينا أن نصبر على هؤلاء المسئولين ونعطيهم فرصتهم ووقتهم كى يتمكنوا من إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات التى لن تحل بين يوم وليلة، وإنما بتضافر الجهود والعمل الجاد، ولكن كيف تقنع المواطن المصرى المطحون بكل ما سبق وهو لا يشعر ولا يلمس أى تغيير لا فى الأسلوب ولا فى التصريحات ولا حتى فى نبرة التعالى التى ما زال بعض المسئولين يتحدثون بها مع الناس، فالسيد الدكتور جودة عبد الخالق ظهر فى هذه الحلقة من البرنامج وهو يتحدث بمنطق أنه هو الوحيد على صواب وماعداه خطأ.
كما أنه يرفض أى معارض له فى القول، بل ويسارع بإلقاء الاتهامات جزافا على الجميع، وتكررت على لسانه جملة كررها كثيرا كلما وجه له مقدم البرنامج شكوى جديدة من المواطنين فيبادره الوزير بالقول (سيبك من الناس) لقد فعلت كذا وكذا من أجل حل المشكلة يا دكتور جودة لا أحد ينكر عليك مجهوداتك ولا محاولاتك الجادة لإيجاد حلول سريعة وفعالة لإنهاء الأزمات الموجودة فى السلع التموينية، ولكن ما ينكره عليك الجميع هو أسلوبك الهجومى على الجميع وتشبسك بأنك صاحب الرأى الأوحد وأنك وحدك من تعمل وعدم اهتمامك بسماع شكوى الشارع وهذا هو الخطأ الأكبر الذى وقع فيه من سبقوك، ولكنك لم تتعلم الدرس لا تريد أن تعترف بأن هناك أزمة أو شبه أزمة وتكرر على لسانك جملة لا تحاسبونى بل حاسبوا الحزب الوطنى هو من فعل هذا، نعم نعرف ونحفظ عن ظهر قلب ما فعله الحزب الوطنى من أخطاء، ولكن دورك ودور كل مسئول وضع على عاتقه مسئولية البلاد فى هذه الفترة الحرجة وقبل المسئولية عن رضا هو أن يعمل، يغير، ليس أن يبحث عن شماعة ليعلق عليها أنه لم يأت بأى جديد لقد شعر كل من شاهد حلقتك مع وائل الإبراشى أنه أمام أحد وزراء حكومة الدكتور نظيف، ولا يوجد أى تغيير لا فى الأسلوب ولا فى البحث عن شماعات لتعليق الأخطاء – حتى وإن لم ترتكبها أنت وإن حدثت قبل توليك المنصب ولكن عليك أنت أن تصلحها – لماذا هذا التعالى على الناس؟ لماذا ترفض السماع لطلبات الناس فى الشارع أليس هؤلاء هم من وضعوا ثقتهم بك وقبلت أنت تحمل مسئوليتهم أمام الله، فأنت الآن راع وكل راع مسئول عن رعيته.. لا يوجد شىء اسمه سيبك من الناس إذا أردت النجاح خليك مع الناس وانس نفسك قليلا وانس الحزب الوطنى كثيرًا.
عبير حجازى تكتب: سيبك من الناس.. المهم الوزير عمل إيه؟!!
السبت، 23 يوليو 2011 12:58 م