قال الباحث إريك تريجر فى تقرير لمعهد واشنطن تحت عنوان "مثلث الصراع على السلطة فى مصر"، إن المستقبل السياسى لمصر يقرره ثلاث أضلاع رئيسية يمثلهم القوى الثورية الليبرالية بالشارع والجيش والإخوان.
وأشار تقرير المعهد إلى أن المجلس العسكرى الذى يمثل حاليا القوى الأكبر فى البلاد، يعمل على اثنين من المصالح الأساسية: وهما محاولة تجنب الوقوع هدفا للاحتجاجات الشعبية التى تمثل تحديا لشرعيته، وفى سبيل ذلك فإنه من حين لآخر يقدم تنازلات سطحية لتهدئة هذه التظاهرات، والهدف الثانى للمجلس إنهاء فترة توليه حكم مصر دون أن يفقد أمتيازات كثيرة تمتع بها الجيش على مر 60 عاما وفى سبيل تحقيق هذا الغرض فإنه المجلس العسكرى يحاول إسترضاء القوى السياسية الأكثر إحتمالا للسيطرة على البرلمان المقبل وخاصة الإخوان المسلمين.
وقال التقرير: تسعى جماعة الإخوان المسلمين إلى إجراء الانتخابات البرلمانية فى أقرب وقت ممكن، قبل أن تستطيع أى أحزاب أخرى التنظيم على نحو فعال بما فيه الكفاية لتصبح قادرة على المنافسة، إذ تهدف الجماعة للسيطرة على البرلمان للتحكم فى عملية صياغة الدستور الجديد للبلاد بما يتوافق مع أيديولوجيتها.
وبرغم من أنهم يبدو الأضعف بين القوى الثلاث المتصارعة بسبب انقسامهم بين عدد من الجماعات الثورية، إلا أن تلك القوى الثورية المؤيدة للديقراطية لديها قدرة كبيرة على تعبئة الآلاف، كما أن كافة صفوفهم تتشارك فى نفس المطالب.
ويتابع معهد واشنطن، أن التوتر بين ثلاثى أضلاع المثلث فى الأسابيع الماضية ينبئ بخلق وضع متفجر يهدد مستقبل الثورة، ومع ذلك هناك أثنين ضد واحد، فكلا من الجيش والإخوان يتقساما المصلحة فى إجراء انتخابات سريعة وهو ما يثير إستياء المتظاهرين، هذا غير الخلاف على الدستور أولا أم الانتخابات.
ويشير من جانب آخر يقف الإخوان والقوى الثورية الليبرالية ضد المجلس العسكرى فى بعض الأحيان لتأييد مطالب الثورة بشكل عام كى تتجنب الانتقادات التى تشير بتخلى الجماعة عن الثورة فى سبيل عقد شراكة مع الجيش فهى تحاول أن تضفى مظهر الوحدة وليس تجاوز المظالم. كما تحتاج القوى الليبرالية نفسها لتعاون الإخوان معها لحشد أكبر عدد ممكن من المتظاهرين.
ويتابع: فى علاقة ثالثة يتفق المجلس العسكرى والقوى الثورية ضد الإخوان على المبادئ فوق الدستورى التى يرفضها الإسلاميون، ولكن وبشكل عام هذه العلاقات المتبادلة تمنح الأمل ولو ضئيلا فى نتائج من شأنها أن ترضى الأطراف الثلاثة.
ويختم المعهد ليوصى واشنطن بضرورة العمل بحذر على التعاون مع الأطراف الثلاث، فالأضلاع الثلاث للمثلث ينظرون لبعضهم بتشكك، وتفضيل الولايات المتحدة لأحدهم يجعل الأخرين يقفون ضدها.
تقرير لمعهد واشنطن: المجلس العسكرى يحاول استرضاء الإخوان
السبت، 23 يوليو 2011 08:53 م