هناء المداح تكتب: الجهة السيادية والتحقيقات الخفية!!

الجمعة، 22 يوليو 2011 05:45 م
هناء المداح تكتب: الجهة السيادية والتحقيقات الخفية!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت "اليوم السابع" فى أحد أخبارها أن تقريرا أعدته جهة سيادية، تم رفعه إلى المجلس العسكرى، تحذر فيه من أن استمرار نشر التحقيقات مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ونائبه السابق اللواء عمر سليمان، يؤدى إلى الإضرار بأسرار الأمن القومى، بسبب حجم المعلومات التى أدلى بها مبارك وسليمان فى قضايا التسليح، وعمولاته، والغاز، وغيرها من الأمور التى يؤدى نشرها إلى كشف الأسرار العليا للبلاد، حيث تعتبر مادة سهلة لأجهزة المخابرات الأجنبية، وخاصة إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الإسلامية وعلى رأسها إيران.

وطالب التقرير بضرورة توخى الحذر فى نشر مثل هذه المعلومات والتى جاءت فى التحقيقات على لسان أقوى رجلين فى مصر قبل الثورة، وأن نشر مثل هذه المعلومات الآن يعد مخالفا لقانون نشر الوثائق والمعلومات الخاصة بسياسة الدولة العليا والمدة التى حددها قانون الوثائق الخاص بنشر الوثائق السرية، وضرورة مرور المدة القانونية المقررة للنشر والتى تتراوح بين 30 - 50 عاما، وأن تناول تلك الأسرار تحت ستار نشر التحقيقات فى قضية مبارك، أو اعترافات عمر سليمان، طريقة غير مباشرة فى انتهاك أسرار سيادية يحظر القانون نشرها!!.. وكأن أمريكا وإسرائيل لم يعرفا تلك الأسرار بأدق تفاصيلها من مصادرها الأساسية!.. حيث كنا نحن المصريين مُغيَّبين ومُضلَلين ومحرومين طوال العهود السابقة من معرفة كثير من تلك الأسرار والكوارث الخفية التى ما زال مسببوها بجهاتهم السيادية التى تهدف إلى حمايتهم يصرون على إخفائها كى لا تضيع فيها المزيد من الرقاب بعد كشف المستور والمحظور!!..

إذا كانت هذه الجهة السيادية تعتبر نشر هذه التحقيقات مهددة للأمن القومى، فهل ما فعله مبارك وعصابته فى مصر أرضاً وشعباً لا يعتبر تدميراً وليس تهديداً للأمن القومى!!..
حزن نتنياهو والعديد من مسؤولى إسرائيل وصلاة بعض الحاخامات اليهود من أجل مبارك بعد خلعه بفترة وجيزة ماذا يعنى من وجهة نظر هذه الجهة السيادية؟!.. يعنى أن مبارك كان بمثابة الأب الروحى والحصن الحصين ومصدر الخير والرخاء لإسرائيل لأنه تعامل مع مصر باعتبارها تكية يمتلكها، له الحق فى التصرف فى خيراتها كيفما ووقتما شاء فحَرَمنا وأعطاهم وأرهبنا وأمّنهم وفضحنا وسترهم!!..

أيتها الجهة السيادية.. احترمى عقولنا ولا تستخفى بها.. من أبسط حقوقنا فى هذه الفترة أن نعلم حقيقة وتفاصيل ما حدث..

من الظلم الانتظار 30- 50 عاماً حتى نعلم تفاصيل وخبايا اللعب بمقدرات البلد خلال العقود الماضية، فهذا ليس قانونا إلهياً حتى يحظر اختراقه.. لا بد من فضح وعقاب الفاسدين واللصوص سريعاً ليعتبر رؤساء مصر القادمون ومعاونوهم الذين يجب أن يعلموا أنهم سيكونون خدّاماً للشعب وليسوا سلاطين وملوكاً منزهين عن الحساب والعقاب!!!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة