رصدت مجلة ذا أتلانتك الأمريكية موقف الأغلبية الصامتة من فقراء مصر مما يدور بها الوقت الحالى، وقالت إنهم من الممكن أن يقوموا بدور كبير فى مستقبل البلاد من خلال تحديدهم لمن يفوز فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وقالت المجلة فى تقرير لها أمس على موقعها الإلكترونى إن النشطاء فى التحرير يتظاهرون بالآلاف لشعورهم بالإحباط وأكثر من 80 مليون مصرى احتقروا نظام حسنى مبارك السابق الفاسد والمستبد، لكنهم بالكاد ما يتعاطفون اليوم مع الأساليب الثورية وتطلعات أصحاب الحركة الاحتجاجية وأغلبهم من الشباب ومن سكان المناطق الحضارية ومن اليساريين، وهؤلاء المصريون يمكن أن يوجهوا دفة انتخابات برلمانية أو رئاسية عندما تتم، ويمكن أن يكون لهم دور مفيد فى صياغة تشكيل مستقبل مصر.
وتحدثت الصحيفة عن سكان مقبرة باب النصر الذين يعيشون فى أكواخ من الصفيح والخشب فى مصر القديمة. وتقول إنهم بعض من أشد الناس فقراً فى البلاد وأكثرهم عزلة اجتماعية. ورات أن العالم خارجى لا يبدو مهتماً بهذه المنطقة، فالحكومة لم توفر لها الكهرباء، وأى شخص يريد الحصول عليها ينبغى أن يسرقها. ونقلت عن سيدة تدعى كريمة فى الثلاثينينات من العمر قولها إنها طلب من الحكومة مراراً الخروج من هذه المنطقة لكن طلبها قوبل بالرفض. وترى أن هذا حرام لأنهم يعيشون فوق القبور، لكن ليس لديها خيار آخر.
وتمضى المجلة فى القول إنه فى اى بلد ديمقراطى، يمكن أن تكون العملية السياسية وسيلة لحل المشاكل التى يعانى منها سكان منطقة مثل مقبرة باب النصر، لكن فى مصر، طالما كانت السياسة مرادفاً للمصلحة الذاتية والطمع. وكما يقول عادل رمضان من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية كان 5% فقط من نواب البرلمان السابق من الساسة المحترفين والباقون كانوا من الطامعين أو ذوى الصلة بالحزب الوطنى.
وتشير ذا أتلانتك إلى أنه من الصعب للغاية معرفة مواقف الأغلبية الصامتة فى مصر، فهم متنوعون ومتباينون من الناحية النفسية والسياسية ويفتقرون إلى التنظيم. لكن من خلال ما يدور فى مقبرة باب النصر، فيمكن القول إن السياسات الفاسدة قد جعلت أغلب المصريين يتسمون بالسخرية من قدرة السياسة على تحسين أوضاعهم المعيشية. والدليل على ذلك أحداث العنف التى شهدتها مصر عام 2008 مع حدوث أزمة فى الخبر وارتفاع أسعار الغذاء.
وخلصت المجلة إلى القول إنه إذا شاركت الأغلبية الصامتة فى الانتخابات البرلمانية المقرر إجرائها هذا العام، فإنه بإمكانها أن توجه دفه البلاد نحو الأحزاب العلمانية أو الليبرالية، أو يمكن أن تساعد فى انتخاب الجماعات الشعبوية أو الإسلامية مثل الإخوان المسلمين. ويقول عبد العزيز شكرى، أستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الأغلبية الصامتة تشعر بالقلق وهم فى حاجة إلى أن يتم طمأنتهم وفى حاجة، لأن يصوتوا لشخص يثقون فيه حقاً، لكنه لا يعرف من يمكن أن يكون هذا الشخص فى نهاية المطاف.
ذا أتلانتك: الأغلبية الصامتة فى مصر تحدد مصير من يحكم البلاد
الخميس، 21 يوليو 2011 01:19 م
مظاهرات التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الجمل الأسوانى
أصحاب لهذا الوطن لكنهم مغيبون