أيمن جمال مشيمش يكتب: وانقسمت السودان....

انقسمت السودان رسميا إلى دولتين واحتفل أهل الجنوب، ولكن ماذا عن أهل الشمال...ماذا عن الأمة العربية جميعا... أعرف بأنه كانت هناك حرب طويلة الأمد بين الشمال والجنوب، ولكن حقا لم يكن هناك أى حل سوى الانفصال.. وهل سيكون هذا الانفصال حقًا هو الحل الأمثل لشعب السودان.. وهل سيكون هذا الانفصال هو نهاية حقيقية للحرب الأهلية التى كانت موجودة أم ستتحول إلى حرب عالمية بين دولتين....

وهل هذا الانقسام حقا كانت رغبة موجودة لدى أهل السودان سواء فى جنوبه أو شماله .... أم أن هناك من أشعلها نارًا وظل يغذيها حتى تم هذا الانفصال سريعا وأصبح حقيقة لا جدال فيها..
وهذه الدولة الجديدة المسماة بجنوب السودان ... كيف ستكون هوايتها هل ستكون دولة عربية أم غير ذلك، وما دياناتها الإسلامية أم المسيحية أم ستكون دولة متعددة الديانات.

وكيف ستكون سياستها وعلاقتها بجيرانها.. هل ستنضم لجامعة الدول العربية أم ستكون ذات سياسة موالية لأمريكا أم لدولة أوروبية أم أن إسرائيل سيكون لها نصيب فيها لتكمل تضييق خناقها على مصر والعرب.......
وما دور مصر خاصة أن مصر الآن لديها ما يكفيها من أزماتها السياسية والاقتصادية.. هل ستتجه إليها مصر لترعاها كدولة عربية ناشئة أم ستتركها لعبة فى يد من يريدها من الطامعين فى نفطها.
وما مصير مياه النيل.. وكيف سيتم إعادة توزيعها وما مصير حصة مصر التى لا تكاد تكفى احتياجات المصريين.

الآن انقسمت السودان.. وتغير تاريخ دولة عربية كانت هى الأكثر مساحة بين العرب.. والآن كتب تاريخ جديد لدولة جديدة من الواضح أن لديها دورا هاما ستلعبه فى تلك المنطقة المشتعلة من العالم ولكن لا أحد يعلم لمن سيكون انتماؤها وولاؤها.

الآن هناك من يفرح بهذا الانقسام وهناك من يحزن وهناك من ينتظر كيف سيكون المصير.

وغدا سيكتب التاريخ عن السودان الذى انقسم بين الشمال والجنوب... ولا نعرف لمن سيكون التاريخ القادم ولمن ستعود حضارة السودان الماضية وتاريخها الماضى العريق.