محمد فهيم

هل الجامعة العربية للشعوب أم للحكام؟

الأربعاء، 20 يوليو 2011 11:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال لابد من طرحة اليوم على كل من يعمل داخل أروقة الجامعة العربية، ذلك الحلم الذى كان، ولم يبق منه بصيص أمل، أو شعاع نور، بعدما طار "العربى"، الأمين العام الجديد للجامعة العربية، إلى دمشق الحزينة، ليجلس أمام بشار الأسد، وكأن شيئاً لم يحدث، وكأن الأسد كما هو أسد، وكأن الشعب السورى بخير، لم ترق دماؤه ولم يذل أبناؤه.

ذلك الحلم الذى لم يتحقق منه إلا اسمه، وشكله ورسمه، بينما فى الواقع هو ميت منذ أن بدأ، وقامت قيامته يوم أن قال الرئيس الجديد للبيت العربى، إن ما يحدث فى البلدان العربية ما هو إلا شأن داخلى، ليس للجامعة العربية أن تتدخل فيه.

وكأن حالة الإفاقة من الغفلة والغفوة، والربيع العربى الذى تحياه شعوبنا، فى مصر وتونس وسوريا وليبيا واليمن والبحرين من قبل، ضد الظلم والطغيان لم تلفت انتباه الدبلوماسيين العرب داخل الجامعة، وكأن حلم الشعوب العربية فى العيش بكرامة، وأملها فى نسيم الحرية، وحاجتها كى تتحول من عزب وتكيات، وأملاك خاصة بحكامها، إلى مؤسسات ودول ترتفع إلى سقف العالم، ليس لها حق فيه، وكأنه قد كتب عليها أن يظل القابعون فوق الكراسى يدهسون الوجوه بالنعال، ويمزقون الأجساد بالسياط، ويشربون من دماء شعوبهم عندما يعطشون.

وكأن العقد والميثاق الذى كتب للجامعة العربية كان للحكام، يحميهم من شعوبهم كى لا يحرمونهم المجد، ويلقون بهم من فوق العروش، وكأن العقد والميثاق لم يكتب فيه نص يحمى الشعوب من بطش حكامها، وكأن الجامعة العربية أُنشئت كى تدين أفعال الصلف الإسرائيلى فى فلسطين فقط، وتغض الطرف عن دماء العرب متى أراقها حكامها، والتاريخ يقول إنها سكتت عن صدام عندما قتل أهل العراق، وكانت النتيجة تمزق العراق، وسكتت على مجازر بحق الفلسطينيين فى الأردن ولبنان، واليوم لا تشغل بالها بما يحدث فى ليبيا وسوريا واليمن.

لمَ كل هذا العوار؟، أليس من حق الجامعة أن تتدخل كى تنقذ شعوبها، من براثن القذافى والأسد وصالح، وفقط من حق الناتو وأوروبا وأمريكا أن تدخل بجيوشها بدعوى حماية شعوبنا من حكامهم، إن لم يكن لها هذا الحق، وإن لم تكن قادرة على ردع الحكام، ونصرة المحكومين، فلتسقط وإلى الأبد، نعم لتسقط الجامعة العربية، إن لم تكن مع شعوبها، وضد الظالمين من حكامها، فلتسقط جامعة الدول العربية ذلك الرجل المريض الذى إن نطق ظلم، وإن تحرك أضاع حق صاحبه.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

فيصل السهيلى

مقال رائع ومعبر عم فى قلبى

ليست الجامعة انما المخزن العربى

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم سيد

مقال سليم مئة في المئة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد حشيش

عشره على عشره (وياليت قومى يعلمون )

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة