فى غزوة أحد انشغل المسلمون بتقسيم الغنائم فيما بينهم بعد أن ظنوا أنهم قد انتصروا على قريش وبينما هم فى غمار نشوتهم بحلاوة النصر انقضت عليهم قريش فألحقت بهم الهزيمة.
ذلك ما حدث بعد الخامس والعشرين من يناير فقد ظن الشعب أنه بسقوط الرئيس المخلوع سقط النظام بأكمله وأن الثورة قد حققت مآربها ولم يعد للنظام السابق أى وجود وبناء عليه انشغلت القوى السياسية بتقطيع كعكة الثورة فيما بينهم وانقسم الجميع إلى فرق وأحزاب وشيع كل يحاول توجيه دفة الثورة فى اتجاهه تارة الدستور أولا وتارة أخرى الانتخابات أولاً، ولم يكن أحد يدرى أن النظام لم يقطع إلا رأسه فقط بينما بقية جسده قابع ومنغرس كالسرطان فى جسد مصر، فما أن انشغل الغرماء من القوى السياسية بمحاولة الاستحواذ على النصيب الأكبر من الكعكة حتى عادت ثعابين النظام لتطل برؤوسها من جديدو تتحسس خطاها منتظرة التوقيت المناسب للانقضاض على الثورة .
تارة بإرسال أطياف من البلطجية إلى ميدان التحرير بالاعتداء على المتظاهرين أصحاب المطالب الفئوية وتارة أخرى بالتحرش بالفتيات فى ميدان التحرير لإدخال الرعب فى قلب أى فتاه فكرت فى أن تتوجه إلى الميدان بعد أن ظهر جليا تمثيل الفتيات فى ائتلاف الثورة بأعداد كبيرة وتارة ثالثة بتشويه سمعة الثوار وترويج شائعات وأقاويل تمس العرض والشرف حتى يمنع أى أب ابنته من النزول إلى الميدان .
ولم تتوقف مؤامرات فلول النظام لإدخال الرعب فى قلوب الفتيات عند هذا الحد إذ يمكننا تأمل أفعال بعض الضباط حين قاموا بتطبيق قانون منافٍ لكل الآداب والأعراف ومنتهك لحقوق الإنسان وهو "إجراء كشف العذرية "وقد تم تنفيذه بالفعل على عدد من الفتيات اللاتى ألقى القبض عليهن أثناء المظاهرات.
نفس الأسلوب مارسه المتآمرون من فلول النظام على طوائف الشعب وذلك بإصدار قوانين تجرم أى شخص يقوم بإضراب بعد أن أوهموا الشعب بأن تلك المظاهرات ستضر بالسياحة وستؤثر على الإنتاج وستتسبب فى خسائر فادحة للاقتصاد المصرى كما طالعنا الدكتور سمير رضوان وزير المالية بتصريحاته المحبطة بأن الدولة تفتقد الموارد وأن مصلحة الضرائب لم تقوم بتحصيل الضرائب كاملة بعد الثورة ولقد ثبت كذب ادعائه وفقا لما ورد فى مقالة الدكتور أحمد السيد النجار الخبير الاقتصادى بصحيفة الأهرام بأن هذه الادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة فمعدلات الإنتاج زادت بعد الثورة وليس العكس كما أن مصلحة الضرائب أدخلت لموارد الدولة مبالغ طائلة تفوق مرحلة ما قبل الثورة بكثير .
وإزاء هذه المؤامرات تصرف أذيال النظام على هذا الأساس متمنيين أنفسهم أنه صبرا قليلا وسيعود الوضع كما كان عليه قبل الثورة وعلى هذا الأساس ظهروا بثياب جديدة بعد أن غيروا المسميات مثلما فعلوا من تغيير مسمى جهاز أمن الدولة إلى جهاز الأمن الوطنى كما عاد ت بعض رؤوس النظام الفاسد للظهور مرة أخرى و بلا استحياء إذ تطالعنا بعض الصحف بأخبار عن الدكتور أحمد زكى بدر بين الحين والآخر و الزج باسمه بمناسبة و بدون مناسبة وأيضا أخبار عن الدكتور هانى هلال و كان آخرها أن الدكتور عمرو عزت سلامة وزير البحث العلمى قام بوضعهما فى لجنة تطوير التعليم العالى ويذكر أنه يتم الترحيب بهم فى تلك اللجان وكأنهم لازالوا وزراء، ناهيك عن مهزلة الموازنة التى وضعها الدكتور سمير رضوان والتى أثبتت أنها نفس نهج النظام البائد فسمير رضوان لا يفرق شيئا عن سلفه الدكتور يوسف بطرس غالى ولا ننسى اختفاء تلك الابتسامة العريضة التى كان يرسمها الدكتور سمير رضوان فى بداية تعيينه وزيرا للمالية ووعوده الخلابة لتحقيق العدالة الاجتماعية بين فئات الشعب واستبدالها بوجه متجهم خاصة بعد أن رفض الشعب سياسة الاقتراض من صندوق النقد الدولى فما كان منه أن غم الشعب بموازنته العجيبة .
المهزلة كبيرة و مستفزة وتدل على أن شيئا لم يتغير عما قبل الثورة وأن الأمر يزداد سوءا و يبدو هذا جليا فى سلسلة أحكام البراءة على الوزراء وهروب قتلة الشهداء من السجون ليكتشف الشعب أن خفافيش النظام السابق لازالت تحكم وتخطط فى الخفاء.
ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فسرعان ما أن استرد الشعب وعيه وأدرك المؤامرة على الثورة ففى يوم 8من يوليو نزل الشعب مرة أخرى بكافة أطيافه إلى الميدان وترك الغرماء من القوى السياسية الخلافات فيما بينهم ليستردوا الثورة مرة أخرى من خاطفيها بشعار الثورة أولا . ونتمنى أن يستفيدوا مما سبق بعد ثورة 25 يناير وألا يتركوا الميدان حتى يستردوا الثورة كاملة ويتأكدوا من القضاء نهائيا على أذناب النظام وتطهير كافة قطاعات الدولة من هؤلاء الفاسدين.
عدد الردود 0
بواسطة:
ريم
منكم لله
عدد الردود 0
بواسطة:
اه يا بلد
اتقي الله
ارحمنا يارب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد على يوسف
هل اتى زمن الشخص التافة الذى يتكلم فى امور العامة كما قال الرسول ص.؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
مواطن مصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
لمصلحة من هذا العبث؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
لمصلحة من هذا العبث؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
لمصلحة من هذا العبث؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
إسلام حسن
لا تتركوا الميدان لإنكم بلا وزن خارج الميدان
عدد الردود 0
بواسطة:
ريم
منكم لله
عدد الردود 0
بواسطة:
ريم
منكم لله