سعيد شعيب

ثورية الأنبا بولا

الأربعاء، 20 يوليو 2011 11:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت كلمة "الثورة" مثل "مطواة قرن الغزال" الشهيرة، يستخدمها البعض لتقطيع لحم خصمه والخروج عن الموضوع الأصلى، إنه نوع من الإرهاب، يصور صاحبه للرأى العام أنه معه وحده هذا التوكيل السحرى بـ "الثورية"، ولذلك انتشرت تعبيرات من نوع "تشويه الثورة" و"أعداء الثورة" و"الثورة المضادة".. الخ.

على سبيل المثال الأنبا بولا رئيس المجلس الإكليريكى بالإنابة والمسئول عن الأحوال الشخصية فى الكنيسة القبطية، وصف احتجاج عدد ليس قليلاً بسبب مشاكلهم فى الطلاق والزواج بأنه "أحد الإفرازات السلبية لثورة 25 يناير”. وأضاف طبقاً لما نشره الزميل نادر شكرى على موقع اليوم السابع، بأن هذا الاعتصام "تشويه لإنجازات الثورة".

الأنبا لم يكتف بهذا التخويف الفظيع، فمن يتحمل جريرة تشويه هذه الثورة العظيمة؟ ولكنه أضاف أيضاً بأنه يعرف الذين نظموا الاعتصام، وهم مجموعة من الأشخاص لم يحصلوا على أحكام قضائية بالطلاق، ولم تقصر الكنيسة نحوهم، وتتعامل مع ملفاتهم بحيادية وموضوعية، وتستخرج تصاريح الزواج الثانى وفق أحكام الكتاب المقدس.

دعك من أن المحتجين حتى لو حصلوا على أحكام قضائية، فلن تنفذها الكنيسة، وهذا موقف معلن للبابا شنودة الذى يعتبر مؤسسته فوق القانون، ولكن الأهم هو أن الأنبا بولا بعد أن قطع لحم خصومه بمطواة "تشويه الثورة"، أغلق أبواب التفاوض معهم بالضبة والمفتاح، مدعياً أنه يطبق الإنجيل، وهى ذات الطريقة التى كان يستخدمها النظام السابق، الذى أطاحت به الثورة، فكان الناس يحتجون ويتظاهرون ويقولون وهو يفعل ما يريده.

الأمر هنا لا يتعلق بشخص الأنبا بولا، فله كامل الاحترام، فهذا التخويف بالثورة، حالة انتشرت فى البلد، إنها تشبه حرب الشوارع، ليس هناك هدف لها سوى تعطيل "المراكب السايرة " ووقف النقاش العام حول قضايا جادة، وفى الأغلب الأعم من يرفعونها هم الذين يكسبون، لأنهم الأعلى صوتاً، ورغم أنهم فى الحقيقة أشد استبداداً من الرئيس المخلوع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة