يعكف حاليًا الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية على أعداد تقرير مبدئى حول تصوره لتطوير الجامعة العربية، ومن المقرر أن ينتهى من كتابة التقرير خلال الشهر المقبل لعرضه على اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب فى سبتمبر المقبل.
وقال العربى إنه خلال جولته الخارجية، والتى زار فيها السعودية وقطر وسوريا حمل معه ملامح تصوره، وأكد لقادة الدول الثلاث ضرورة تطوير دور وأداء الجامعة العربية، مشيرا إلى أنه لمس تأييدًا كبيراً من قادة الدول العربية التى زارها لهذا المسعى، ملمحًا إلى ضيقه من محدودية موقف الجامعة العربية وتقيدها أمام القضايا العربية، وهو الأمر الذى يتطلب تطوير أدائها، وقال العربى، "لا يمكن للجامعة العربية أن تقف متفرجة على ما يحدث فى الدول العربية وغير مقبول أن تتخذ منظمات إقليمية ودولية أخرى إجراءات وقرارات فيما يخص الدول العربية، فيما تقف الجامعة العربية دون اتخاذ مواقف"، وأوضح أن الجامعة تعمل فى إطار يقوم على عدم التدخل فى الشئون العربية، إلا أنه أكد على ضرورة تواجد مساحة يجب أن يتحرك فيها الأمين العام خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان لأن قضايا حقوق الإنسان عادة ما تثير اهتمامًا دوليًا.
وفيما لم يفصح العربى عن أفكاره لتطوير الجامعة العربية، وهل ستطول نقاط الضعف فى ميثاقها أو إدخال مزيد من الصلاحيات للأمين العام حتى يمكنه التحرك لتطويق المشاكل العربية أو تفعيل مؤسسات الجامعة، تترقب الأوساط السياسية العربية ردود الفعل التى ستقابل بها الأنظمة العربية أفكار العربى، وذلك فى ظل محاولات الأمين العام السابق عمرو موسى لإدخال تعديلات على الجامعة، والتى كانت دائما تجهضها الأنظمة العربية.
ويعتقد البعض أن الأوضاع الجديدة فى العالم العربى وسقوط الأنظمة القمعية فى مصر وتونس وقرب سقوط الأخرى فى ليبيا واليمن وسوريا ربما تساند مساعى العربى فى تطوير الجامعة العربية لتصبح جديرة بالأنظمة الديمقراطية المنتظر إقامتها فى تلك الدول، وهى الأجواء التى لم تكن متواجدة فى العام 2001، عندما تم تكليف الأمين العام السابق موسى من قبل القادة العرب لتطوير أداء الجامعة العربية.
والحكام العرب كانوا أول من أجهض وثائق موسى لتطوير الجامعة، رغم أنه وضعها بتكليف منهم إلا أنه استطاع إقرار مبدأ دورية انعقاد القمم العربية، وأنشأ العديد من التجمعات العربية مع القوى الدولية من خلال المنتديات، وكانت آخر المحاولات فى أكتوبر الماضى، حيث قمة سرت الاستثنائية، حيث كان مطروحًا أكثر من تصور وتم رفضها جميعًا، وكان موقف دول الخليج واضح عندما ردوا "إذا كان هناك تطوير مابندفع المزيد".
العربى يعد وثيقة تطوير الجامعة العربية لتناسب تغييرات ما بعد الثورات
الأربعاء، 20 يوليو 2011 03:08 م