قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الفن ربما لم يبدأ الثورة المصرية لكنه بالتأكيد لعب دوراً كبيراً مع انطلاق شرارتها. وقام الرسامون بتوثيق انتفاضة الشعب فى ميدان التحرير فى البداية ثم عبر الصالات الفنية بالقاهرة وجميع أنحاء مصر فى الأشهر التى تلت الثورة.
واليوم لا يزال المشهد الفنى فى حالة تغير مستمر، ويشهد نوعاً من الحرية الفوضوية مع عودة المتظاهرين إلى ميدان التحرير.
وتمضى الصحيفة فى القول إنه خلال عهد الديمقراطية الزائفة أثناء حكم مبارك، عبر الكثير من الفنانيين عن معارضتهم بالأشكال والألوان الرمزية. ففى السنوات التى سبقت الثورة، ركز الفنان محمد عبلة على القضايا الاجتماعية والبيئية، فكانت لوحاته مزدحمة بآلاف من النقاط تعبيرا عن الزحام السكانى مصر، ويقول عبلة إن الفن الذى قدمه كان ضد النظام ومن ثم لم يكن أمامه خيار سوى عرض أعماله فى الخارج، لكن الآن يستطيع أى شخص أن يرسم أى شىء فهناك حرية. والآن أصبح عبلة يرسم نقاطا تغمر الأعلام المصرية تعبيراً عن الفخر والأمل.
وهناك فنانون آخرون يقومون الآن بتحويل المشهد، فالفنان هانى راشد يرسم العلم المصرى بين مجموعة من المتظاهرين، ويقول إنه قبل الثورة كان الفن محدوداً وبلا هدف وسطحى بسبب ضغوط النظام من أجل إبعاد أعمالنا عن القضايا الاجتماعية، لكن الفن اليوم أصبح وطنياً فى أغلبه، وأضاف أنه يعتقد أن الفن المصرى يشهد حالياً تغيير إيجابى للغاية.
وتشير الصحيفة إلى أن عددا قليلا من المعارض الفنية المستقلة قد تم افتتاحها فى القاهرة منذ الثورة على خلاف العادى، حيث يعانى الاقتصاد المصرى فى عثرات فى أعقاب التغيير. وأصبح الفنانون يأملون الآن وضع الفن المصرى على الخريطة العالمية.
واعتبرت الصحيفة أن أقوى الفنون فى مصر الآن هو الرسم على الجدران الذى لا يرتبط بالمعارض ذات الجدران البيضاء.
وختمت الجارديان تقريرها بالقول إن ثورة يناير قد قضت على الانقسام بين الفن الشعبى والفن الرفيع، ولم يعد الفن ينتمى إلى طبقة الأغنياء أو من يستطيع أن يتحمل تكاليفه لكنه أصبح ملكاً للجماهير. فإلى جانب الرسوم والصور هناك الكاريكاتير والملصقات، حتى إن البعض يستخدم جسده كلوحة.
وربما تكون الثورة قد أدت إلى فوضى سياسية كما يقول عبلة، لكن هناك أمل فى أنها ستسفر عن فن مصرى أكثر قوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة