كتاب جديد عن حرية الفكر وعوائقها فى الدول العربية

السبت، 02 يوليو 2011 07:51 ص
كتاب جديد عن حرية الفكر وعوائقها فى الدول العربية غلاف الكتاب
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثا عن دار الكتب والوثائق القومية، كتاب بعنوان "حرية الفكر وأبطالها فى التاريخ"، تأليف سلامة موسى ويعد هذا الكتاب هو الإصدار العشرين ضمن سلسلة الثورة والحرية التى تصدرها الدار بعد ثورة 25 يناير.

والكتاب يقع فى 224 صفحة ويؤكد فيه المؤلف على ضرورة الفكر والإبداع وإقرار الطرفان كحق من حقوق الإنسان الأساسية، مُرجعا سبب الإضطهاد الذى يعانى منه المبدعين فورما يعلنوا عما يجول بخاطرهم إلى ثلاثة عوامل قائلا فى مقدمة كتابه: كل منا يعرف إن فى الإفضاء والبوح منفرجا للصدور وإن همومنا تخف إذا شاركنا غيرنا فيها والخواطر العلمية أو الفلسفية تؤذى صاحبها وتعذبه إذا لم يجد لها منصرفا بالبوح بها إلى الناس، لأنها تبقى فى نفسه كالهم الرابض لا يستريح منه حتى يفضى به إلى الناس فحرية الفكر إذن حرية البوح بالقول ولكن التاريخ يثبت أن معظم الذين باحوا بما فى صدورهم مما اعتقدوا حقيقة علمية أو الحبس أو القتل الشىء الكثير الذى لم يخل منه قرن منذ أكثر من ألفى سنة فما علة ذلك؟.


ويضيف: العلة الأولى أن الناس مطبوعون على الكسل والاستنامة إلى ما ألفوه من العادات الفكرية والعملية فالإنسان فى أحوال معيشته لا يخترع كل يوم وإنما يجرى على عادة أمسه فيسهل عليه علمه فإذا ابتدع أحد بدعة جديدة فى اللباس أو الطعام او الغناء والشعائر الدينية أو حتى الأسلوب الكتابى فإنه يصدمنا لأول وهلة ويكلفنا تفكيرا أو جهدا كنا فى غنى عنه لولا بدعته، والعلة الثانية أن المصلحة المالية والمعاشية كثيرا ما تكون متعقلة بالعادات المعروفة فتبديلها يضيع على بعض الطبقات هذه المصلحة فالغنى يكره الاشتراكية لمصلحة واضحة والقاضى الذى يتناول من المال نحو ألف وخمسمائة جنيه كل عام يحكم بالسجن على الخطيب الاشتراكى ويلذ له النطق بالحكم لأنه لا يرى فيه خصما للعدالة فقط بل خضما لشخصه أيضا فالاشتراكية بدعة تصطدم بمصالح الأغنياء ولذلك ليس الناس أحرارا فى البوح بأفكارهم عنها الآن فى معظم أقطار العالم.

ويتابع: وهناك علة ثالثة للتعصب واضطهاد الأفكار الجديدة هى الجهل لأن الذى يجهل نظرية التطور ويؤمن بأن أبا البشر آدم وأمهم حواء يكره كل من يقول بهذه النظرية الملعونة، والذى يجهل اللغات الأوروبية من شيوخنا يكره كل من لا يقول بأن اللغة العربية أفصح اللغات، وأشرفها، ولا يمنعه من الاضطهاد إلا عجزه.

وعلة رابعة هى الخوف فإن العجوز مثلا قد تؤمن بالأولياء والقديسين وتتشفع بهم ولا يمكن وهى فى هذه الحال أن تطالعها بحرية المناقشة فى ما يعزى إلى هؤلاء الأشخاص من الكرامات لأن خوفها يمنعها من أن تطلق لذهنها هذه الحرية ومن هنا أيضا تدرك علة تقييد الحرية مدة الحروب لأن الخوف من العدو يزيد وساوس رجال الدولة.

والكتاب يضم ثلاثة أجزاء الأول يتحدث عن حركة الفكر فى العصور القديمة وموقف الأغريق والمسيحية من حرية الفكر، والتسامح فى الإسلام، أما الجزء الثانى فيتناول حرية الفكر فى العصور الحديثة وإرهاصات النهضة الأوروبية والجزء الأخير يناقش تبرير الحرية الفكرية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة