قررت جمعية الوفاق الوطنى التى تمثل التيار الشيعى الرئيسى فى البحرين المشاركة فى الحوار الوطنى الذى يفتتح السبت لإعادة إطلاق عملية الإصلاحات السياسية فى المملكة الخليجية التى هزتها حركة احتجاجية شعبية فى فبراير ومارس الماضيين.
وقد أعلن هذا القرار احد قادة الجمعية خليل المرزوق فى وقت متأخر من ليل الجمعة، كما ذكرت صحيفة الوسط البحرينية اليوم السبت.
وأوضح المرزوق بحسب الصحيفة أن "الوفد الوفاقى المشارك فى الحوار يشمل خمسة أعضاء من الجمعية" وشدد على مطالب الوفاق التى ترغب فى أن يتم اختيار رئيس الحكومة من بين أعضاء الغالبية فى البرلمان.
وأكد هذا القيادى فى جمعية الوفاق أن "الوفاق لن تذهب لتخريب الحوار، سنذهب لنطالب بمطالب محقة لهذا الشعب".
وقد أسهب رئيس جمعية الوفاق الوطنى الشيخ على سلمان فى الحديث بهذا الشأن فى كلمة إلى أنصاره الجمعة. وقال إن "الوفاق لن تتنازل عن حقوق هذا الشعب فى تشكيل حكومة منتخبة ونظام انتخابى عادل ومجلس منتخب كامل الصلاحيات".وطالب أيضا بالإفراج عن جميع المعتقلين، مؤكدا أن حركته لن "ترضى بغير ذلك".
وكان مئات من المتظاهرين وقادة الحركة اعتقلوا وحكم على بعض منهم بالإعدام أو بعقوبات شديدة بالسجن لمشاركتهم فى التظاهرات.
وتصدر تلك الاحتجاجات الشيعة الذين يشكلون أكثرية السكان المحليين، ضد أسرة آل خليفة السنية الحاكمة منذ أكثر من قرنين فى هذا البلد الإستراتيجى فى وسط الخليج والذى يتخذ منه الأسطول الأمريكى الخامس مقرا له.
وقد دعا حوالى ثلاثمائة ممثل عن حركات سياسية وجمعيات مختلفة الى هذا الحوار الذى أطلق بمبادرة الملك حمد بن عيسى آل ثانى، ويتوقع أن تكون الجلسة المقررة اليوم السبت بروتوكولية ثم ستلتقى هذه الشخصيات ثلاث مرات أسبوعيا. وسيرفع تقرير عن مناقشاتها بعد ذلك الى الملك الذى سيقرر طبيعة الإصلاحات المتوجب إجراؤها.
وقبل هذا الحوار كثفت السلطات إجراءات التهدئة وأعلنت الأربعاء الماضى على الأخص عن تشكيل لجنة مستقلة من خمسة أعضاء تضم حقوقيين دوليين للتحقيق فى الانتهاكات التى حصلت عند قمع الاحتجاجات.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أمس الأول الخميس بتشكيل اللجنة، وطلب أن تكون "قادرة على العمل بكل استقلالية بالانسجام مع المعايير الدولية".
واعتبرت الولايات المتحدة الأربعاء أن البحرين قامت "بخطوة أولى مهمة" عبر تكليف لجنة مستقلة التحقيق فى القمع الدامى لحركة الاحتجاج ضد النظام التى اندلعت بين فبراير ومارس.
ودافع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى عن "الانفتاح" الذى يبديه ولى عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة بعدما استقبله الجمعة، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية. وكانت جمعية الوفاق المحرك الرئيسى لحركة الاحتجاج التى قمعتها السلطات فى منتصف مارس وخلفت 24 قتيلا بينهم أربعة شرطيين بحسب السلطات. وقضى أربعة ناشطين فى الاعتقال. وكانت الوفاق سحبت خلال تلك الأحداث نوابها الـ17 من البرلمان المؤلف من 40 مقعدا.
رئيس جمعية الوفاق الوطنى الشيخ على سلمان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة