مع قرب شهر رمضان المبارك بدأت ملامح الاحتفال به تظهر فى منطقة "تحت الربع" وهى الأشهر فى صناعة الفوانيس المصنوعة من "الصاج والزجاج" المنقوش المزخرف الذى مازال يحافظ على تراثه القديم الذى يميزه عن أى فانوس آخر.
تستمر ورش التصنيع على مدار العام حتى بدء الموسم قبل شهر رمضان، وتمر صناعة الفانوس بعدة مراحل تبدأ بقص الصاج ثم تليين الحدود حتى يتم إدخال الزجاج المطبوع عليه آيات قرآنية وأشكال زخرفيه، ثم مرحلة تشريح مكوناته وهى الكعب والقبة وينتهى لشكله النهائى، وبعدها تأتى مرحلة لصق مكونات الفانوس بمادة القصدير.
تتمركز صناعة الفوانيس فى منطقة "تحت الربع- الدرب الأحمر"، ويعتمد مصنعو الفانوس على التصدير بنسبة 80% من حجم الإنتاج، وأكثر الدول المستوردة للفانوس المصرى هى الكويت والأردن والسعودية، وهذه الدول مازالت تحافظ على شكل التراث المصرى.
جاء هذا الموسم مختلفا للغاية بسبب الثورات العربية التى أدت إلى تراجع حجم التصدير بنسبة 80%، كما انعكست التطورات السياسية بشكل كبير على السوق المحلى، حيث أدى إلى سيطرة الركود على حركة المبيعات بنسبة 50% مقارنة بنفس الفترة الحالية من العام الماضى.
مجدى أبو العدب أحد أفراد عائلة أبو "العدب" المتخصصة فى صناعة الفوانيس، قال لـ"اليوم السابع"، إن المصنعين قاموا بإنتاج نفس كمية كل عام، موضحا أن صناعة الفانوس مستمرة طوال أشهر السنة، بينما يبدأ البيع مع بداية شهر جماد الأول.
وعن حالة الرواج التى تشهدها عملية البيع والشراء أشار أبو العدب إلى أن الإقبال على شراء الفانوس من المفترض أن يكون منذ 15 يوما، لكن مازال الركود يسيطر على التداول بنسبة 50% خلال الفترة الحالية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، مرجعا هذا الركود إلى الثورات العربية والتطورات السياسية، مؤكدا أن هذا العوامل وراء انخفاض التصدير بنسبة 70%.
وأضاف أبو العدب أن أكثر الدول التى تستورد المنتج المصرى الأردن والسعودية والكويت وجميع الدول العربية، بالإضافة إلى نيويورك التى بها نسبة كبيرة من المصريين.
وعن التنافس المعتاد بين الفانوس المحلى ونظيره الصينى، قال العدب إن المنتج الصينى لم يظهر حتى الآن بالأسواق، متوقعا أن ينخفض المعروض منه هذا الموسم، نظرا لأن سعره مرتفع للغاية.
ووصف أبو العدب الفانوس الصينى بأنه لعبة أطفال وليس فانوسا، مشيرا إلى أن سعره يزيد عن المنتج المحلى بحوالى 70%، موضحا أن الفانوس المحلى يمكن تصليحه إذا تعرض للكسر أما الصينى لا يمكن تصليحه.
وبالنسبة لأسعار الخامات التى يتكون منها الفانوس، أكد أبو العدب أن الخامات تضاعفت ثلاث مرات، حيث ارتفع سعر كيلو القصدير من 80 جنيها إلى 250 جنيها، بينما ارتفع متر الزجاج من 15 جنيها إلى 25 جنيها.
وأكد أبو العدب أنه رغم ارتفاع أسعار الخامات إلا أن سعر الفانوس لم يزد، حيث يبدأ سعره من 5 جنيهات إلى أن يصل سعر الفانوس ذات الحجم الكبير إلى 2000 جنيها، موضحا أن الفوانيس الكبرى تقبل على شرائها الفنادق وخصوصا الكائنة بشرم الشيخ، مؤكدا أن الركود السياحى سيتسبب فى عدم الإقبال على الفوانيس ذات الحجم الكبير.
من جانبه قال هانى صلاح الدين، أحد المصنعين، إن الفانوس المصرى يغزو الوطن العربى، ولكننا نستورد المنتج الصينى الذى يميل إلى كونه لعبة أكثر مما هو فانوس، ويؤثر على المنتج المحلى بنسبة 40%، مؤكدا أن المنتج الصينى يعتمد على إغراء الأطفال بالتكنولوجيا سواء كان شكل الفانوس فى شخصية مزودة بالحركة وبالصوت أو تصنيع الفانوس على هيئة شخصية محبوبة لدى الأطفال مثل أبو تريكة والشخصية الكرتونية كرومبو.
وأضاف صلاح الدين أن شركات الشحن رفعت أسعارها، بالإضافة إلى أن الثورات العربية التى أثرت على حجم التصدير الذى نعتمد عليه بنسبة 80% لبيع الإنتاج، نظرا لأن الدول التى تستورد من مصر تعتبر الفانوس المصرى رمز الاحتفال بشهر رمضان.
الركود السياحى يضرب مبيعات "الفوانيس" والتجار ينتظرون "صحوة" رمضان..مصنعون: الثورات العربية وراء انخفاض التصدير بنسبة 70%..والأردن والسعودية والكويت ونيويورك أشهر الدول المستوردة للفانوس المصرى
السبت، 02 يوليو 2011 08:45 ص
الركود السياحى يضرب مبيعات "الفوانيس"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
التحرير