وزارة شئون الفلول!

يصر بعض القراء والمعلقين على اتهامى بأننى من أعضاء الحزب الوطنى، ومن رجال أمانة السياسات، رغم أننى لم أكن عضواً فى هذا الحزب أو غيره، ويحلو لآخرين اتهامى بأننى من فلول النظام السابق لدعوتى الدائمة للحفاظ على الوطن، والعمل على إعادة الاستقرار المفقود، والانتهاء من المرحلة الانتقالية بأسرع وقت ممكن، لأن الدول لا تتقدم إلا فى ظروف طبيعية ومستقرة.. وليس فى الفترات الاستثنائية والطارئة.

وبغض النظر عن قناعاتى السياسية والفكرية، أعتقد أن جانبا كبيرا من الشعب يؤمن بهذه الأفكار، ويرى أن الرئيس السابق قد غادر الحكم ومن معه من رجاله، صحيح أن النظام لم يسقط، لكن المشكلة الحقيقية أن استمرار الأوضاع الحالية على ما هى عليه يقودنا إلى سقوط الدولة، وهذا ما كتبته بعد أيام قليلة من تخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن سلطاته.

وكنت ولا أزال، ومعى كثيرون نرى أن التغيير فى مصر يجب أن ينضج ديمقراطيا، بمعنى الاحتكام للشعب عبر انتخابات عامة، حرة ونزيهة يشارك فيها المواطنون بكثافة، ويأتون بمن يمثلهم، فإما عبر عنهم تعبيرا حقيقيا، فيجددون له الثقة فى الانتخابات التالية، أو يسقطه الناس عبر صناديق الاقتراع.

وإذا كان ما أراه، وما يعبر عن رأى وهوى أغلبية الشعب هو مطالب الفلول فهذا يعنى أن أغلبية الشعب قد تحولوا إلى فلول بهذا المنطق الذى يقسم الناس بين ثوار وفلول ولا ثالث لهم، ولما كان رئيس الوزراء يعيد تشكيل حكومته، ويستمع إلى مطالب الناس فى ميدان التحرير، وقد جاء فعلا بوزير من ثوار الميدان هو وزير الاتصالات، فلماذا لا ينشئ وزارة لشئون الفلول الذين أنتمى إليهم، وينتمى إليهم أغلب الناس الذين يبحثون عن الاستقرار، ويرغبون فى العبور إلى المستقبل، بأسرع ما يمكن، وبأقل خسائر ممكنة.

وزارة شئون الفلول مطلب عادل يا دكتور شرف، فوزارتك تضم وزراء من الثوار، ووزراء من الخبراء، ووزراء من العسكريين السابقين، ومستشارين من القضاء، لكن من يمثل الأغلبية الصامتة فى هذا الوطن.. أسف أقصد أغلبية الفلول!