بعد الثورة وأثنائها سمعنا وتعرفنا على مصطلحات جديدة علينا مثل (القلة المندسة– الفلول– المتحولون– الثورة المضادة) وأعتقد أننا عرفنا فحوى هذه المصطلحات الجديدة ومن ينتمى إليها..
ولكن مصدر حيرتى أننى لا أستطيع أن أجد مصطلحا أو مسمى يطلق على أناس كانوا يؤيدون شباب الثورة وفجأة انقلبوا عليهم، بل ويكيلون لهم اتهامات بالعمالة وبأنهم يضرون بمصالح الوطن ويضربون الاقتصاد القومى.
بل وتمادوا فى اتهاماتهم بأنهم عملاء للخارج ويمولون من جهات خارجية تهدف العبث بالأمن القومى لوطننا..
وعليه فبرجاء من يجد مسمى لهؤلاء الناس الذين لديهم قدره فائقة على تغيير رأيهم ويقرروا فجأة أن صديق الأمس أصبح عدو اليوم والغد..
وحتى الآن لم أجد مصطلحا تعبيريا لوصف هؤلاء الناس ولذلك أرجو إفادتى لإطلاق مسمى مناسب يليق بهم.
ولا لكنى بالرغم أننى لا أجد وصف أطلقه عليهم إلا أننى أستطيع أن أتوجهه إليهم بعده تساؤلات.
بعد انتهاء الثورة لم يفكر أحد الثوار بالقفز عليها أو النيل من أى مكسب أو تقلد أى منصب قيادى معلن؟؟
ماذا يجبرهم أن يعتصموا بالتحرير والنوم على الأسفلت والصمود رغم حرارة الشمس الحارقة؟؟
هل لو تحققت أى مكاسب سيستأثرون بها أم ستكون لنا جميعا؟؟
ما تحقق حتى الآن من مكاسب بفضل من؟؟
هل يستحقون أن تكونوا ضدهم لأن مطالبهم (محاكمات، تطهير، حرية، حق الشهداء والمصابين، حق الفقير)؟؟
ولو تمكنتم من الإجابة على هذه الأسئلة لعرفتم أنهم أبناؤكم وما يبذلوه من جهد ليس الغرض منه سوى رفعة وطننا والنهوض به، ولا أشكك فى حبكم لوطنكم والقلق عليه ولكن كلانا يختلف عن الآخر ومصدر اختلافنا هو إصرارنا أن نكمل مسيرتنا وأن نصل لآخر الطريق مهما تكلفنا وأنتم اكتفيتم بما تحقق حتى الآن بالرغم أن ما حققناه كشعب ليس إلا قطع الرأس ومازال الجسد ينبض بالفساد وللإجهاز على هذا الجسد الفاسد لن يتحقق إلا إذا تكاتفنا يد بيد وكتف بكتف، ويكفى ما عشناه وعانيناه خلال ثلاثين عاما من فقر وجهل وتهميش وكبت ومعاناة حياتية بجميع مناح الحياة وكل ما أرجوه إن كنتم غير قادرين على دعمنا فلا تتهمونا أو تزايدوا علينا لأن ما نقوم به ليس لنا كأشخاص ولكن لنا كشعب والعبرة بالخواتيم لأن ثورة الشعوب لا تعود للوراء وما نطلبه سوف ننتزعه كما نزعنا قناع الخوف عنا...
عصام شرف
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
