هانى محمد طنطاوى يكتب :أكلم مين لما أخاطب الشعب المصرى

جملة شهيرة وردت فى فيلم "وإسلاماه"، وأصبحت طرفة يرددها البعض فى مواقف عديدة، وبالنظر إلى الأحداث الجارية بعد ثورة 25 يناير يرى أن بعضنا يردد نفس الجملة، ولكن فى صورة أخرى "أكلم مين لما أخاطب الثورة المصرية؟"، فبعد الثورة ظهر على الساحة أكثر من ألف ائتلاف وحركة وجماعة ناهيك عن الأحزاب الجديدة والأحزاب القديمة والملفت للنظر أن كل حزب أو ائتلاف أو جماعة أو حركة أعطت لنفسها الحق فى التحدث باسم جموع الشعب المصرى، وتنوعت المطالب وتعددت من حركة إلى حزب ومن جماعة إلى ائتلاف، وتسابقت الفضائيات والصحف فى استضافة العديد من الوجوه للتحدث باسم الشعب المصرى دون تفويض أو تكليف من الشعب نفسه.

أنا لا أشكك فى وطنية أحد، ولكن فى الوقت نفسه أطالب من ينادون بالديمقراطية أن يكونوا أول من يطبقها فالبلد فى مفترق طرق خطير ووضع ينذر بالقلق والقلق نابع من اندساس عناصر لا تتمنى الخير لمصر، وقد ظهر ذلك مؤخرا من محاولات البعض تعطيل المصالح الحكومية وتهديد البعض بالتعرض للمجرى الملاحى لقناة السويس وتلويح البعض بمحاصرة المجلس العسكرى فى تهديدات استحالة أن تخرج من قلب أى وطنى يتمنى الخير لبلده، مهما كانت الأسباب، فهناك شعرة ما بين الحرية والفوضى وهو للأسف ما لا يدركه البعض ممن يأخذهم الحماس الذى قد يضر أكثر مما ينفع.

فالمطلوب من الجميع ضبط النفس والتحلى بروح الديمقراطية، فالشعب المصرى لم يفوض أحدا بالتحدث باسمه حتى يخرج علينا من يطالب باسمه، فقد ثرنا جميعا ضد حكم فردى ديكتاتورى ولكننا للأسف نسير على نفس النهج وللأسف باسم الثورة.