"أنا مقتلتش ابنى.. أنا لم أقتل نور عينى.. أنا كنت خايف عليه من تناول المخدرات وأن يمشى مع أصدقاء السوء فى طريق البلطجة".. هكذا بدأ الأب قاتل ابنه بالخانكة كلامه أمام رجال المباحث، وهو فى حالة انهيار وبكاء متوصل، وقال الأب: "ابنى ده هو كل ما أتمنى من الدنيا وكان نفسى يبقى معايا فى البيت والشغل أسند عليه لما أكبر ويكون مكانى يشيل البيت لو حصلى حاجة، ده كل ما كنت أتمنى، لكن ابنى أول ما شد حيله شوية مشى مع شلة من العيال البايظة وبعد مكان بييجى الشغل ويساعدنى مبقش ييجى ومبشفوش إلا لما يكون عايز فلوس وساعات كان بياخد الفلوس من غير ما أعرف وبعد شوية بقى يهرب من المدرسة كمان ويتأخر فى الرجوع للمنزل حتى وش الصبح، وكانت أمه بتخبى عليا ومتعرفنيش أنه بيتأخر بره حتى أصبحت سمعته وحشة فى المنطقة، وبقيت أسمع كلام كتير عليه من الأهالى".
تبدأ القصة عندما تلقى اللواء أحمد الناغى، إخطار من المقدم صلاح عبد الفتاح رئيس مباحث الخصوص، بوصول المجنى عليه "عمرو. ع" (16 سنة) جثة هامدة وبها آثار تعذيب فى أنحاء متفرقة، تم تكليف اللواء محمود يسرى، مدير المباحث، بسرعة التحرى، ودلت التحريات التى أشرف علية العميد أشرف عبد القادر رئيس المباحث الجنائية وقام بها العقيد أحمد الشافى رئيس فرع البحث الجنائى بالخصوص، أن المجنى عليه كان دائم الخلاف مع والده، بسبب تركه المدرسة وهروبه من المنزل عدة مرات، وعندما عاد يوم الحادث بعد منتصف الليل قام والده بتقييده بحبل وتعدى عليه بالضرب لتأديبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة من شدة التعذيب، تم القبض على المتهم ويدعى "عصام. ل" (49 سنة) وأحيل للنيابة فتولى محمود سعيد، وكيل نيابة قسم الخصوص، بحضور محمد الحوفى مدير نيابة الخصوص التحقيق باشراف المستشار محمد حمزة المحامى العام لنيابات شمال بنها، وأمر بندب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة وحبس الأب القاتل 4 أيام على ذمة التحقيق.