فلول نقابة السينمائيين

أعرف أنها صدمة كبيرة أن يفوز الأستاذ مسعد فودة بموقع نقيب السينمائيين، ويسقط منافسه المخرج الشهير على بدرخان. فالفائز يقولون عنه إنه من "فلول الحزب الوطنى"، بل ويقولون إنه هاجم الثورة والثوار، والذى سقط فى الانتخابات محرج له مواقف معارضة للنظام السابق، وكان المتوقع بعد الثورة التى أطاحت بمبارك وفلوله أن يحقق فوزاً سهلاً، ولكن ها هى الجماهير خذلته، واختارت بإرادتها الحرة خصمه، فماذا يعنى هذا؟

1- أن الانطلاق فى العمل النقابى من على أرضية سياسية يحتاج إلى إعادة نظر، فهى ليست حزباً سياسياً ولكنها كيان يدافع عن مصالح أعضائه لا أكثر ولا أقل. وهؤلاء الأعضاء لا يجمعهم تيار سياسى واحد. وإذا كان مفهوماً قبل الثورة أن "تركب" التيارات السياسية النقابات لتطلق نيرانها على النظام الحاكم، فالآن يمكن لكل من يريد ممارسة نشاط سياسى أن يؤسس حزباً.
2- لا يجب أن تنسينا الهزيمة أمام "فلول الحزب الوطنى" أن أغلبية الجماهير هى التى اختارت، ومن ثم لا يليق بالمخرج الكبير محمد فاضل مطالبة وزير الثقافة باستخدام الصلاحيات التى أتاحها له قانون فاسد، ويلغى نتيجة الانتخابات، فهذه هى إرادة أعضاء النقابة التى يجب احترامها.
3- لذلك أظن أنه على الذين يرفضون نتيجة الانتخابات أن يناضلوا من الآن ولمدة أربعة سنوات قادمة من أجل إقناع الجماهير بألا يصوتوا لصالح "الفلول"، أو يحصلوا على توقيع النسبة التى يقررها القانون لعقد جمعية عمومية لمحاولة إسقاط النقيب الجديد.
4- الحل الثانى هو الاقتراح الذى شرع فيه تنفيذه مجموعة من الفنانين، وذلك من أجل تأسيس نقابة أخرى للسينمائيين، ولكن هذا يستلزم ألا يكون قانونها مثل النقابة التى استولى عليها الفلول، أى لا تحتكر الترخيص بمزاولة المهنة، ولا تجبر السينمائيين على الانضمام إليها، فالإبداع كما قال المخرج يسرى نصر الله، لا يجب ولا يجوز أن يحصل على تصريح حتى يمارسه صاحبه، ولا يجوز أيضاً أن تفرض جباية على عقود العمل، فالنقابات تقوم على اشتراكات أعضائها فقط لا غير.