محمد عبد الرؤوف

علنية محاكمة "على بابا"

الثلاثاء، 19 يوليو 2011 10:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالتأكيد كان من قبيل الصدفة أن يعرض التليفزيون المصرى فيلم محاكمة على بابا، بطولة يحيى الفخرانى وإسعاد يونس قبل بدء المحاكمة العلنية على شاشات التليفزيون، لاثنين من رموز النظام السابق أنس الفقى وأسامة الشيخ، فالمتابع للفيلم تشده محاكمة رموز النظام السابق أثناء الفاصل، والمتابع لمحاكمة رموز النظام تشده متابعة الفيلم أثناء مواصلة عرضه.

الربط بين محاكمة رموز النظام السابق سواء "الفقى" أو"الشيخ" أو غيرهما فى قضايا فساد ومحاكمة على بابا فى "الفيلم" لا يحتاج إلى ناقد سينمائى أو سياسى محنك لإظهار الحكمة الشديدة من "محاكمة على بابا"، أثناء مشاهدة رموز النظام السابق فى قفص الاتهام عبر الشاشات، حتى وإن كان عرض الفيلم فى هذا التوقيت هو صدفة بكل المقاييس، ذلك لأننى على يقين تام أن القائمين على أجندة فقرات التليفزيون لا يدركون قيمة عرض هذه النوعية من الأفلام فى مثل هذا التوقيت الحرج، ولا يدركون ذكاء عقلية المشاهد المصرى فى الربط بين المعروض صدفة أو المعروض عن قصد، فالفرق كبير بين هذا، وذاك الذى يعرض فيلم الناصر صلاح الدين فى عيد ميلاد الرئيس السابق، أو عرض فيلم الشيماء فى ليلة النصف من شعبان، أو حتى الأفلام التقليدية الأزلية التى تعودنا عليها فى احتفالات أكتوبر.

المشاهد المصرى يستطيع أن يرتدى ثوب المحلل والناقد، يمكنه وببساطة شديدة أن يدرك القيمة الأخلاقية والنفسية من عرض الفيلم، وبإيجاز فان فيلم "محاكمة على بابا" الذى يحكى قصة معاناة طليق وطليقته فى التعامل مع أبنائهما شديدى الذكاء، فالابن الأصغر صاحب الأربعة أعوام "كوكي" لديه عقدة شديدة فهو يرى أن "على بابا" الذى سرق الكنز من اللصوص، ما هو إلا لص مثلهم يجب أن يحاكم ويسلم إلى الشرطة، ويرفض ما تروجه القصص القديمة أن "على بابا" هو بطل شعبى ورجل طيب، ولأن الأب اقتنع بوجهة نظر ابنه وفشل فى إقناع مدرسة الحضانة بأن مناقشة الطفل قد تكون حلاً لعلاجه نفسياً، فقد فكر فى إحدى الحيل وهى أن يأخذ الطفل معه إلى قسم الشرطة ويقنع أحد الضباط بضرورة القبض على "على بابا"، إلا أن الضابط بالطبع اتهمه بالجنون وأحاله إلى مستشفى الأمراض العقلية دون الاستماع إلى وجهة نظره، فقد فشل الأب فى علاج الطفل وانتهى به الحال هو الآخر إلى الخلل العقلى.

والخوف كل الخوف مع علنية محاكمات رموز النظام السابق على شاشات التليفزيون، أن ينتهى بنا الحال إلى لا شىء، فيصاب الشعب كله بالجنون دون أن يحاكم "على بابا".






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

مرحله الجنون تعنى هد المعبد على رؤوس القضاه والفاسدين معا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

مرحله الجنون تعنى هد المعبد على رؤوس القضاه والفاسدين معا

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة