قال الإعلامى شريف بركات، إن الفترة بعد التنحى حدث نوع من الفوضى الإعلامية وانكسرت فيها كل الخطوط الحمراء، وهذا ما أعطى فرصة للبعض للتحول لكسب ثقة الشارع مرة أخرى، رفضًا فكرة التعامل مع الإعلاميين بمنطق "السوبر ستار" لأن هذه الفكرة هى التى منحتهم فرصة للتحول.
وأكد بركات، خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بمكتبة "أ"، أنه ضد فكرة "قوائم العار" التى قام عدد من نشطاء الفيس بوك بوضعها، ورغم ذلك انتقد بركات فكرة تحول بعض نجوم التوك شو المسائى بعد التنحى لكسب ثقة الشارع على الرغم من أن أغلبهم كانوا على طائرة الرئيس عندما كان فى فرنسا قبل الثورة.
وأكد بركات أن فكرة إنشاء نقابة للإعلاميين هى الحل لكل المشاكل المهنية التى يعانى منها، مشيرا إلى أن النقابة ستحافظ على حقوق الإعلاميين والعاملين خلف الكاميرات، مضيفًا أن النقابة ستوفر ميثاق شرف إعلامى يضمن فلترة كل ما هو داخل على الهواء مباشرة لضمان المصداقية والحيادية.
واقترح بركات أن تقوم الحكومة القادمة بعمل اكتتاب عام للمؤسسة الإعلامية حتى يشارك فيها الشعب كله، ولا تكون تابعة للحكومة ويكون للحكومة نسبة 10% فقط، معربًا عن تخوفه من تعيين أسامة هيكل كوزير للإعلام، لافتا إلى أن الحكومة السابقة عندم عينت أنس الفقى قالت إن هذا لإنهاء بعض الإجراءات إلا أنه استمر فى منصبه ولم تلغ الحكومة وزارة الإعلام، متمنيًا أن تأخذ الحكومة القادمة خطوات جادة لتطهير الإعلام وتطويره.
وأضاف بركات أن الإعلام المصرى الرسمى والخاص لم يستوعب فكرة قيام الثورة فى بداية الأمر، مشيرًا إلى أن أقصى تقديرات كانت متوقعة من الإعلاميين لما يحدث فى الشارع بداية من 25 حتى 28 مجرد مظاهرات عادية، مبررًا بذلك تعامل الإعلاميين مع الثورة بمنطق التغطية السطحية، قائلا إن الإعلام فى ذلك الوقت كان فى حالة تخبط "وماكنش حد فاهم حاجة".
وقال بركات إن أغلب الفضائيات لم تأت لها تعليمات بأى شىء سوى التهدئة من روع الناس فقط، مشيرًا إلى الحلقة التى أذاعتها المحور وجاءت فيها إحدى الصحفيات وادعت أنها أخذت تدريباً بالخارج للقيام بهذه الاحتجاجات العارمة، لم يكن من ورائها أى أغراض أو توجيه من أى شخص.
وانتقد بركات أسلوب عمل قناة الجزيرة أيام الثورة، مشيرًا إلى أنها كانت دائمًا ما تعرض الصورة السلبية للتظاهرات وكانت تركز بشكل أساسى على فكرة الترويع التى كانت حاصلة فى ذلك الوقت عقب فتح السجون وخروج المجرمين.
