أكد الدكتور رؤوف حامد أستاذ علم الأدوية بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، أن كل ما يتم مناقشته فى الساحة المصرية الآن يتعلق بالإجراءات، وأن ذلك يتم فى غيبة التأمل الإستراتيجى، ودون الخوض فى المستقبليات التى تتضمن إحداث التغيير الوظيفى، والذى يتطلب مواجهة الفساد وإنجاز الديمقراطية.
وقلّل رؤوف من شأن الإجراءات التى تتم حاليا لمجابهة الفساد، قائلا إنها تأتى فى إطار الفعل ورد الفعل وليس من خلال منظومة وطنية، مطالبا بتأسيس كيان قومى لتنظيم مواجهة الفساد.
واستنكر اقتصار محاكمة رؤوس النظام السابق على القضايا المالية دون التطرق إلى فسادهم السياسى، الذى هو جذر الفساد، وفقا لتعبيره. وأشار إلى أن الحكومة الحالية ليست ثورية، لأنها ليست حكومة لمجابهة الفساد. ولفت إلى عدم وجود رسم للتوجهات طويلة المدى فى السياسات العامة، مدللا على ذلك بدعم الحكومة لمشروعات مثل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والتى يرى أن وقتها لم يحن بعد؛ إذ أنه يتعين أولا تحقيق الانضباط المجتمعى، ثم توفير فرص عمل وتدريب، ثم تكامل التكنولوجيا مع الصناعة والاقتصاد، وتكامل التكنولوجيا مع العلم، وأخيرا تكامل التكنولوجيا مع العلم والصناعة والاقتصاد.
ونوّه إلى أن ثورة 25 يناير أنهت كاريزما الفرد وأسست لكاريزما الجماعة، مناديا بمحو مصطلح "القيادة السياسية"، وتكريس البطولة للإنسان العادى، واعتماد المنهج العلمى فى التفكير، وتجنب تأثير الأصوات العالية على التأمل الإستراتيجى.
وأكد على ضرورة تناول مستقبليات الثورة من خلال عملية منهجية؛ إذ أنه بدون بحث سيكون من الصعب معرفة الفعل الذى يتعين القيام به، وأضاف أنه نشر دراسة فى إحدى الصحف عام 2007 عن دورة التغيير وأن هناك تغييرا سيحدث فى مصر، إلا أنه يبدو أن أحدا لم يقرأها آنذاك سواء من النظام أو معارضيه.
ونوّه إلى أن سقف الثورة هو أن تصل مصر إلى وضعية تمكّن مؤسسات الدولة والناس من التطور تلقائيا دون الحاجة إلى القيام بثورة لتحقيق ذلك. وأشار إلى أن الجماعية كانت أسلوب ثورة 25 يناير، والتى اندلعت نتيجة آليات مفاجئة للنظام السابق وقوى العولمة، حسب قوله، معدّدا تلك الآليات؛ ومنها: عدم وجود فرصة لتداول سلمى للسلطة، واستحالة قيام انقلاب عسكرى، ووصول البلاد إلى حالة من "اسفكسيا الفساد"، والإدارة المجتمعية الإبداعية التى أرعبت إسرائيل.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية مساء أمس السبت، بعنوان "مصر التى تغيرت"، والتى تحدث فيها المفكر الدكتور محمد رؤوف حامد؛ أستاذ علم الأدوية بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، وأدارها الكاتب الصحفى سامى فهمى.
وقال إن التغيير لا يمكن أن يتم سوى بإحداث التأثير ثم جنى الثمار، لافتا إلى أن ثورة 1952 تخطت حاجز التأثير، إلا أنها لم تصل إلى مرحلة جنى الثمار. وأضاف أن ثورة 25 يناير وصلت إلى مرحلة التأثير، مشددا على ضرورة تحديد سقف للثورة، والذى إذا ما تم تحقيقه، فستكون دورة التغيير بعد ذلك تطورية وليست ثورية.
ونبّه الدكتور رؤوف حامد إلى إشكالية عدم وجود رأس جماعية للثورة تحدد سقفها وترسم المسارات وتحاسب المسئولين، مضيفا أن الثورة كشفت عن وجود تخلف فى جماعية النخبة مقارنة بجماعية الشارع.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفى سامى فهمى، على أن الاهتمام العلمى والفكرى الرئيسى للدكتور رؤوف حامد هو الاستخدام الأمثل للمعرفة فى تحقيق التنمية والتقدم فى مؤسسات ومجتمعات الدول النامية والأقل نموا، مشيرا إلى أن له الكثير من الإصدارات فى مجالات ثقافية ومعرفية مختلفة، آخرها "الرقص مع الفساد"، والذى صدر قبل ثورة 25 يناير بأيام.
محمد رؤوف حامد: الإدارة المجتمعية للثورة رعبت إسرائيل
الأحد، 17 يوليو 2011 04:48 م
الدكتور رؤوف حامد أستاذ علم الأدوية بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد رجب سيد على سلام
فرص عمل
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن الليثي
سلام الله على المصححين
ما معنى (رعبت)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟